13 سبتمبر 2025
تسجيللكل فرد منا (وجهة) خاصة يميل نحوها باختياره في أغلب الأوقات؛ ليمر بالكثير من التجارب الحياتية التي ينضج معها وبسببها، حتى يتمكن من تكوين (وجهة نظر) تخصه، تعنيه، وتمثله وحده دون غيره، فهي تلك التي تُعبر عنه، ويأمل بأن يعتبر الآخرون منها، وإنها لَغاية نبيلة تستمد نبلها من الرسالة التي تحملها بين طياتها، بمعنى أنها وإن كانت هادفة فلاشك بأنها تملك حق الوصول إلى الآخر؛ ليعلن وبدوره مدى تأثره بها، ويتخذ اللازم، الذي سيُغير معه وبه الأمور للأفضل، في حين أنها وإن لم تتمتع بشيء من رائحة ذاك الشرط، فلاشك في أن المتلقي لن يتقبلها، ولن تكون محل ترحيب بالنسبة له، وهو ما سيصل بنا إلى نقطة أساسية لابد من أن نأخذ بها، ألا وهي: أن عجلة القيادة التي تحرك هذا الموضوع هي (وجهة نظر) المرسل، التي تستحق الفوز بفرصة العرض، ولكنها لا تملك حق الوصول لـ (مرحلة الفرض) التي تمنحه حق لصق ما يريد على جبين المتلقي؛ ليتقبله رغماً عن أنفه، ويكون بذلك قد خرق حقوق هذا الأخير، الذي وبكل بساطة يمكن أن يقبل أو يرفض ما يُعرض عليه، خاصة وأن دور المرسل ينتهي بعد عرض ما لديه؛ ليُسحب البساط من تحت أقدامه وينتقل للمتلقي، الذي سيفعل ما يحلو له في نهاية المطاف.الحياة تفرض علينا العديد من المواقف التي تمنحنا وفي كل مرة دوراً مختلفاً، فمن يُكتب له بأن يكون المرسل الذي يبث ويعرض كل ما لديه للآخر، سيُكتَب له ـ وفيما بعد ـ أن يكون المتلقي الذي سيجد ما سيُعرض عليه؛ ليختار كيفية التعامل معه، ومعالجته كما يجب.وأخيراًفإن ما يجدر بنا فعله، بعد المرور بكل ما قد سبق، هو التالي:بالنسبة للمرسل: فلابد من أن تحرص على بث رسالة هادفة، تُعبر عنك من خلال وجهة نظر، لابد من أن تجتهد من أجلها؛ كي تصل للآخر.بالنسبة للمتلقي: فلابد أن تدرك بأن وجهات النظر تساعدك على رؤية الأمور من أكثر من زاوية، وهو ما سيساعدك لاحقاً على معرفة ما يجدر بك فعله.بالنسبة لكل من يقف بين ذاك الأول وهذا الأخير، يكفي أن تتمتع بشيء من المرونة؛ كي تتعلم وتتقدم، وحتى تفعل.. نسأل الله التوفيق للجميع.