17 سبتمبر 2025

تسجيل

ليبيا.. بأيّ ذنب قتلت

27 ديسمبر 2014

نجحت الثورة الليبية في إزاحة أحد رموز الطغيان في عالمنا العربي، ورغم ذلك مازالت تئن تحت وطأة حروب داخلية واشتباكات دامية تُوقع كل يوم مئات الضحايا، دون تدخل حكيم لوقف حرب ابناء الوطن الواحد.لقد استبشر الناس خيرا بعودة ليبيا مرة أخرى إلى العالم عقب رحيل القذافي، وبدأت العملية الديمقراطية تأخذ مسارها الطبيعي، ولكن المترصدين لثورة 17 فبراير كانوا يخططون تحت الطاولة لوأد أصعب ثورات الربيع العربي وأقساها.ولا شك أن الطامعين في ليبيا وثرواتها النفطية والطبيعية كثر، إقليميا ودوليا، ولذلك ظهر حفتر على الساحة بحجة محاربة الإرهاب، حتى يكتسب تعاطفا من قوى لا تريد لليبيا الاستقرار ولا الديمقراطية؛ إما لأنها ستأتي بمن لا ترغب أو أنها ستكون استثناء في منطقة يسيطر عليها الاستبداد السياسي منذ عقود.لقد سقط الآلاف من المدنيين في مدن عديدة على الساحة الليبية، وتضررت البنية الاقتصادية التي هي ملك للشعب الليبي بجميع فئاته، وبدأ القتال يؤجج مشاعر الكراهية والسعي للثأر بين أبناء الوطن الواحد؛ مما يهدد بتفجر حرب أهلية وانزلاق البلاد في أتون صراع داخلي على غرار سوريا، وهو ما يتطلب تدخل العقلاء في ليبيا وفي الجوار الإقليمي والمحيط العربي والدولي؛ لإنقاذ الثورة الليبية ومنع عودة الاستبداد، ذلك أن الشعب الليبي الذي قدم تضحيات هائلة للخلاص من استبداد نظام القذافي، يستحق أن يحظى بمستقبل يحقق آماله وتطلعاته التي عبر عنها خلال ثورة 17 فبراير.إن على الأطراف الليبية المتنازعة إدراك أن الجميع خاسرون إذا استمر الحال على ما هو عليه الآن دون أفق واضح لحل سياسي، فقد ثبت ومن خلال ما يجري على الأرض الآن أن اللجوء لخيار الحسم العسكري لم ينجح في ترجيح كفة أي طرف ولم يحقق للشعب الليبي سوى مزيد من الدماء والخراب واستنزاف موارده.إن الجميع في ليبيا،من إسلاميين وغير إسلاميين، مطالبون بالعودة إلى طاولة الحوار اليوم قبل الغد؛ تجنبا لمآلات عسيرة وإنقاذا لأرواح الليبيين التي تسقط كل يوم.