15 سبتمبر 2025

تسجيل

دع الماضى للماضي، وفكر بالمستقبل...

27 ديسمبر 2014

لو فكرنا بحقيقة أن الحياة هى صفحة خاصة يحق لكل واحد منا كتابة ما يريده على ظهرها دون أن يخضع للحساب أو العقاب فلاشك بأن ما سنعيشه سيكون عفوياً، تلقائياً، بعيداً كل البعد عن الانتقائية، التى تجعلنا نفكر فى كل صغيرة وكبيرة كل الوقت، وهو ما يعنى وبكلمات أخرى أن حياتنا ستكون الأجمل على الاطلاق، ولو اعتمدنا ذاك الحق وحافظنا عليه دون أن نسمح للآخرين بالعبث به؛ لأدركنا ما لم نكن لندركه من قبل، ولكنه وللأسف الشديد ما يصعب بأن يكون واقعاً على أرض الواقع وذلك؛ لأن بيننا من يحسب بأن حياته الخاصة هى مُلك من حوله؛ لذا فان كل ما يقوم به هو من أجلهم فقط وان لم يكن لهم من الأصل، وعليه نجده يعيش حياته فى ترقب تام، وخوف شديد من كل خطوة يُقدم عليها حتى ومن قبل أن يفعل ذلك، وهو كل ما يبدر منه خوفاً من (كلام الناس)، ومن السقوط تحت فأس (الأقاويل)، التى لن تتوقف عند حدها حتى يوقفها بنفسه، أو حتى تقضى عليه وتنتهى منه؛ لتنتقل الى غيره ممن يعانى من شخصية هزيلة مثله تماماً، ويأخذ دوره الذى يعيشه ويفرضه على غيره، حتى لنصبح وسط مجموعة (نسأل الله بأن لا يكبر حجمها) تعيش على الأقاويل بقدر ما تخاف منها، فهى وكى تتجنب مواجهتها فانها تفضل بأن تبدأ بها وان كان فى ذلك ظلمها الذى ستقع به على غيرها، والحق أن التواجد وسط محيط يحيط بنا من كل جانب بمن يحرص على البحث عن زلات غيره، يفرض نمطاً معيناً من الحياة، يجعلنا اما أكثر حرصاً على تصرفاتنا وكل ما يبدر منا، أو أكثر استهتاراً بما يجدر بنا القيام به، وبين الخيار الأول والثانى نظل نحن الأحق بتحمل نتائج ما نقوم به وليس غيرنا، ممن لا يستحقون منا مبرراً لكل ما نفكر بالقيام به، أو كل ما قد سبق لنا وأن قمنا به، ويمكن بأن يُحسب علينا من الأخطاء، التى يجدر بنا الاستفادة منها بحكم أنها تلك الدروس التى تفرضها علينا الحياة، ونتعلم منها ومن خلالها ما لم نكن؛ لندركه فى المدارس، دون أن نجعلها مصدراً يمدنا بالخوف الدائم من عدم تقبل من حولنا لنا، خاصة وان كانوا من تلك المجموعة التى تبحث عن الزلات؛ كى تحاسبنا على ما مضى ويخصنا ولا يخصهم.أحبتي: الماضى بكل ما فيه يخصنا، ولا حق لأى أحد بتقييمنا من خلاله؛ لذا وان كان كصفحة تغطيها الأخطاء، فلا حاجة للخوف منها، فهى من زمن مضى وانتهى، وما يهم هو القادم، الذى يعبر عن توجهاتنا، وأهدافنا الجديدة، التى لا يجدر بها التأثر بكل ما سبق، فنحن أبناء اليوم، ولأننا كذلك، فلقد حرصت على تسليط الضوء على هذا الموضوع، الذى يثير حزن بعض القلوب، التى تحكم على نفسها بالموت لماض لربما تخجل منه، وتحسب بأنه لا يسمح لها بأن تعيش وهى مرفوعة الرأس، فى حين أنها تملك هذا الحق متى فكرت بالقادم وبشكل جيد، سيُخلف الكثير من النتائج الجيدة باذن الله تعالى.من همسات الزاويةما قد مضى (قد مضى) من حياتك ولا يمكنك الرجوع اليه؛ لذا لا تفكر فيه أبداً، حتى وان ارتكبت الكثير من الأخطاء التى تحسبها ستقف لك بالمرصاد؛ لأنها لن تفعل الا ان سمحت لها بذلك، وعليه فان ما سيكون لك هو ما ستقبل به لنفسك؛ لذا فلتفكر ملياً بما تريد.