15 سبتمبر 2025

تسجيل

أوطاننا مستهدفة

27 ديسمبر 2011

لقد أثارني الخبر الذي نشرته الشرق أمس الأول حول نجاح الجمارك البحرية في ضبط العديد من المواد المهربة من المخدرات والمسكرات والبضائع المقلدة، فكمية المخدرات التي تم ضبطها خلال عام واحد تجاوزت أكثر من 10 ملايين من حبوب الهلوسة منها 4 ملايين في شحنة واحدة كما تم إحباط تهريب 9000 عبوة من المواد المسكرة. فهذا يؤكد ان دولنا الخليجية مستهدفه من تجار السموم الذين هدفهم الأول كيفية الاستيلاء على ثرواتنا وقوانا الاجتماعية وهم أبناؤنا، مما يتطلب من الجميع اليقظة والتعاون لحماية فلذات أكبادنا من هذه الآفات المهلكة. ونحن في البداية نشكر رجال الجمارك على يقظتهم وجهودهم في مكافحة تهريب وترويج وتعاطي المخدرات التي قد أسفرت بتوفيق من الله عن إحباط تهريب هذه الكميات الكبيرة من المخدرات إلى البلاد خلال العام الماضي فقط. ولاشك ان مشكلة المخدرات من اخطر المشاكل الصحية والاجتماعية والنفسية التي تواجه العالم أجمع فطبقا لتقديرات المؤسسات الصحية العالمية يوجد حوالي 800 مليون من البشر يتعاطون المخدرات أو يدمنونها. ان مسئولية حماية شبابنا مشتركة بين مختلف مؤسسات المجتمع الأمنية والصحية والتربوية والأسرة التي اعتقد أنها المسئول الأول عن حماية أبنائها من أخطارالمخدرات. فالأبناء من أعظم النعم التي أنعم الله علينا بها، فهم زينة الحياة الدنيا ومن أجلهم نشقى ليسعدوا ولهذا يجب أن نفعل كل شئ لنقيهم مصارع السوء ولنحميهم من وحش أنيابه مسمومة، وحش يسعى لينال من مستقبلهم ومستقبل الوطن. ان دور الأم والأم والأم والأب اليوم أصبح أكبر وأعظم وأخطر وأدق مما مضى في ظل الحراك الإجتماعي الذي يعيشة المجتمع العالمي الان. فاليوم نجد الكثير من وسائل التواصل الاجتماعي التي لم تكن موجودة في السابق مثل البلاك بيري والتويتر والفيسبوك والواتس أب والهوز هير وغيرها الكثير من الوسائل التي تتيح لأبنائنا وبناتنا التواصل مع أشخاص لا يعرفونهم حق المعرفة في شتى بقاع الأرض بالتالي فهم ينفتحون على ثقافات علوم ومعارف وعادات الشعوب الأخرى وهذا ليس بخطأ حيث فيه الخير الكثير وديننا حثنا على العلم والتعلم والتعرف على الثقافات ونحن أمة اقرأ وهنا أؤكد على أن دور كل من الأب والأم على إنضاج عقلية الأبناء وتقوية عقيدتهم وترقية فكرهم بحيث يقبلون على كل ما هو إيجابي ويترفعون عن كل ما هو سيئ من خلال زرع وتأصيل الوازع الديني والقيمي لما له عظيم الأثر في أن نجد الشاب أو الشابة حديثي السن ويتمتعون بشخصية ناضجة تربت في أحضان دافئة ملؤها الحب والثبات. ولهذا أتمني من كل ولي أمر أب وأم ان يكون العين الحارسة لأبنائه فالملاحظة الدقيقة للابن أو البنت على حد سواء وبشكل مستمر هو جرس الإنذار الأول لأي انحراف، أو للسقوط في مصيدة المخدرات فعلى الوالدين مراقبة الأبناء بدون أن يشعروا في الصرف، إذ أن أي تغيير على عادات وسلوكيات الشاب والشابة يكون غالباً بتأثير مؤثر خارجي ولا نستطيع رصد هذا التغير أو التحول الا بالمتابعة الحثيثة التي منبعها الحب وزرع الثقة في الأبناء بالوالدين بأنهم شركائهم في البأساء والضراء. والبعد عن المشاكل الأسرية مما يصعب انحراف الأبناء وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" ولهذا يجب ان لا يكون هناك انفصام بين دور الأسرة في الرعاية والتوجيه، ودور المدرسة في التربية والتعليم؛ بل لابد ان يكون هناك تعاون لان الانفصام له آثار سلبية عديدة، ولذا ينبغي مد جسور التعاون بين الأسرة والمدرسة، وإيجاد جَوٍ من الثقة والتعاون في سبيل الرقي بالأولاد قدما نحو البناء والعطاء وحمايتهم من الأخطار التي تهدد مستقبلهم ومستقبل هذا الوطن الذي يسعى الحاقدون لأن ينالوا من نجاحاته. [email protected]