10 سبتمبر 2025

تسجيل

الادعم رمز للهيبة والوقار وعلو المنزلة

18 ديسمبر 2012

اليوم الوطني أصبح يوما مجيدا من أيام وطننا الغالي لدولتنا الحبيبة قطر، هذا اليوم الذي نحيي فيه الذكرى الخالدة للشيخ المؤسس جاسم بن محمد آل ثاني طيب الله ثراه، هذه المناسبةُ التي تتكرر عاما بعد آخر وقطر دائما تتقدم للأمام في جميع المحافل.الحقيقة ان الفعاليات التي تقام كل عام تهدف لتأكيد هُوِيّتنا وتاريخنا. وتعبر عن التراث القطري وتساهم في المحافظة على الإرث الحضاري لدولة قطر لا سيما أنها مكون رئيس في تركيبة الهوية الوطنية التي نغرسها بدورنا في نفوس أطفالنا.ان اشد ما يعجبني في احتفالات هذا العام انها تقام تحت شعار الادعم ولقد استوقفني كثيرا هذا الشعار وقد وجدت ان هناك كثيرين لا يعرفون معنى هذا الشعار فالأدْعَمُ في المعجم الوسيط هو الفرس الذي في لَبَّته أَو صَدره بياض. ويقال: فرسٌ أَدْعَمُ. وفي دراسة نشرتها لجنة الاحتفالات أوضحت ان الادعم عند القطريين منذ القدم هو اللون الأحمر الغامق أو الداكن وهو بيرق المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني رحمه الله. وفي أصل اللغة تقول العرب دعم الشيء أقامه، والأدعم القائم، ومنها الدِّعْمَةُ، والدعائم التي يقوم عليها البيت، وأي بناء يقوم على دعائم، أدعم الرجل إذا سار إلى الأمام واثقا، لا يتلفت لقول، ولا ينتظرُ متخلفا، ولا يأبَهُ لمعترض. ويقال إن أدعم أي: اتكأ على الدعمة، وهي كلمة مشتقة من "دَعَمة"واحدة الدعائم، وهي عمود يقوم عليه البيت في وسطه، أو ركنه لحمل السقف. فكأن عمود الراية دعمة من الدعائم التي يجتمع حولها جمع الناس، ويحتشد عندها الجيش. كما اوضحت الدراسة ان العلم القطري يتفرد بلونه الأحمر الأرجواني، الذي فتن الحضارات القديمة، ولا يزال تراثها الثقافي يعدّه رمزاً للهيبة، والوقار وعلو المنزلة، ومن أشرف الألوان وأعلاها مرتبة، ويتفرد علم قطر بلونه الأحمر الأرجواني عن أعلام دول العالم عامة، وبشكل خاص عن أعلام الدول العربية التي يربطها بقطر الدين، وأواصر الجوار،والقربى والنسب، فجميعها تقريباً يشكل اللون الأحمر جزءاً من أعلامها. • عند تتبع ما دوّنه التاريخ القديم نجد ما يثبت، ويصف، ويحدد جذور العلاقة التي تربط بين قطر، واللون الأحمر الأرجواني وذكر المؤرخ اليوناني هيرودوت القرن الخامس ق.م الملقب بـ (أبي التاريخ) بأن أول من سكن أرض قطر هُمُ الكنعانيون. وتكشف الدراسة التي لا يسع المكان لتفاصيلها انه في عام 1851، تعرض أهل قطر للغزو من ناحية مسيمير، وعند اجتماعهم وخروجهم لمواجهة الغزاة، قامت كل قبيلة بالتنادي بالأشعار الحماسية، ورفع رايتها الخاصة، انتبه الشيخ محمد بن ثاني إلى خطورة هذه النزعة، وأدرك وهو العالم المتدين، والخطيب المفوَّه، والمؤمن بتاريخ، وثقافة وطنه ضرورة توحيد القطريين تحت راية واحدة.الشيخ محمد بن ثاني كان يدرك أنه من الصعوبة بمكان لطبيعة القبائل ونزعتها العصبية تخلي كل قبيلة عن بيرقها، فما كان منه إلا أن طرح توحيد جميع الرايات براية لونها الأحمر الأرجواني لعلمه بارتباط هذا اللون بتاريخهم وبيئتهم، فلطالما عَرف القطريون به كصانعين له، والأهم ارتداء الرسول صلى الله عليه وسلم للبردة القطرية ذات اللون الأحمر الأرجواني، وتأديته الصلوات بها، ووفاته صلى الله عليه وسلم، وهو مرتديا إياها.المطلوب منا كآباء وتربويين تعريف أبنائنا بمثل هذه المعاني تعمل على تنمية الانتماء والولاء للوطن والاعتزاز بالقيم القطرية الأصيلة من خلال تعريف الطلاب بهذه المناسبات الوطنية وما هو الدور الذي يجب ان يقوموا به للحفاظ على هذا الوطن الذي لم يؤسس بالأماني بل أسس بالعرق وبالجهد وبالرجال الذين بذلوا ومازالوا يبذلون أروحهم في سبيل نهضته وعلو شأنه واتمنى ان يعمل كل فرد من ابناء المجتمع مهما كان موقعه من اجل النهوض بقطر لتظل دائما في المقدمه ولابد أن تكون ذكرى اليوم الوطني التي تحمل معاني عظيمة نستلهم منها العبر لغدٍ مشرق بمشيئة الله نجدد فيه لهذا الوطن وثراه الذي نفديه بأرواحنا وبكل غال