12 سبتمبر 2025

تسجيل

أكاديمية المربيات خطوة بناءة لحل مشكلة الخدم

25 ديسمبر 2012

لاشك أنه قد برزت الحاجة الملحة للخادمة في بعض المنازل لخروج المرأة للعمل إلا أن عدم الدقة في اختيار الخادمات واختلاف ثقافتهن وأخلاقهن وبيئتهن عن عاداتنا وتعاليم ديننا أفرز العديد من المشاكل النفسية والسلوكية والأخلاقية والعقائدية لدى الأطفال وقد أجمع خبراء الاجتماع والصحة النفسية على التأثير السلبي للخادمات في تنشئة الاطفال مما ينتج عن ذلك آثار سلبية وخيمة تؤثر على تكوين شخصية الطفل لأن أغلب الخادمات والمربيات يأتين من مجتمعات فقيرة وغير مثقفة مما يؤثر سلبا على شخصية الطفل وسلوكه وانفعالاته العاطفية والوجدانية واللغوية وإذا كانت الحاجة والضرورة قد فرضت علينا الاستعانة بالخدم فلابد من وضع ضوابط وحدود لتحري الدقة وحسن المعاملة وعدم ترك الحبل على الغارب للخادمة، ان وجود الخادمة في المنزل بحد ذاته لا يمثل مشكلة في تربية الأبناء إن ظل الوالدان يحتفظان بدورهما الأساسي في التربية ويبقى دور الخادمة متوقفاً على الدور الذي توليها إياه الأسرة، فكلما تنازلت الأسرة، متمثلة في الوالدين، عن بعض أدوارها الاجتماعية والتربوية، مثل طريقة الكلام ونوعه وطريقة الأكل وأسندت ذلك إلى الخادمة، كان تأثيرها أكبر وأخطر.. فقد اكدت اغلب الدراسات التي أجريت في مجال دراسة الخدم ان جهل الخادمة وقلة خبراتها، خاصة إذا ما كانت من صغيرات السن ومن بيئات تتسم بالجهل والفقر وتفتقر إلى أساليب التربية الصحيحة والسوية مما يكسب الأبناء خبرات سلبية من خلال مساهمة هذه الخادمة في تربية الأبناء ومساعدتهم في شؤونهم الخاصة وتلبية احتياجاتهم الاجتماعية والنفسية. الأمر الذي يؤثر نفسياً وعقلياً وفكرياً على الأبناء وعلى بناء شخصياتهم. والحقيقة ان مشاكل الخدم كثيرة ولا تخفى على احد خاصة ان اغلب الخادمات ليست لديهن خبرات سابقة في مجال العمل الخدمي في المنازل أو في رعاية الأطفال ويمكن أن يكون لذلك انعكاس سالب على الأسر ولهذا فانني سعدت كثيرا عندما قرأت بصحف يوم الاحد الماضي عن مبادرة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع بتأسيس مشروع أكاديمية قطر لتدريب المربيات التي سترى النور في شهر أبريل المقبل. وتهدف المبادرة إلى دعم التنمية البشرية في دولة قطر من خلال تقديم خدمات تعليم وتدريب نوعية في مجال رعاية وتربية الطفل والحفاظ على الهوية القطرية والعربية والإسلامية. فقد أشار المسؤولون عن الأكاديمية الى ان الطالبات اللائي سيلتحقن بالأكاديمية سيتم استقدامهن من بلدان عربية وبالخصوص من (السودان وموريتانيا)، بالإضافة إلى المقيمات العربيات من داخل قطر، بعد أن يتم عمل اختبارين لهن وستقدم لهؤلاء خدمات التعليم والتدريب في مجال رعاية الأطفال تم إعدادها خصيصا لتتواءم مع متطلبات المجتمع القطري وستغطي العديد من المحاور من اهمها مقدمة تمهيدية لدور المربية وتنمية الطفل ومهارات ادارة الوقت ومهارات المحافظة على سلامة الطفل وواجبات المربية وامراض الطفولة .كما تشمل الخدمات التعليمية برامج حول متطلبات المحافظة على النظافة وتهيئة المربية بعلوم التغذية ومهارات حسن التعامل وانشطة الترفيه والتسلية واللعب واساليب اللعب التعليمية ومهارات الاسعافات الاولية الى جانب توفير دورات المساعدة على النوم ودورات الامومة والتدبير المنزلي ومهارات الابداع ومهارات التطبيق. انني في هذا المقال أشيد بهذا المشروع الذي سوف تكون له آثار ايجابية على المجتمع في المستقبل وحل مشاكل كبيرة كانت تعاني منها الاسرة القطرية بسبب الخادمة فأهمية هذا المشروع تتمثل في حماية النشء من الثقافات الوافدة عبر خادمات المنازل، خاصة من الجنسيات الآسيوية.. مؤكدا ان الاكاديمية ستعمل على تأهيل المربيات العربيات وفق العادات والتقاليد القطرية الاسلامية والهوية الوطنية والعربية الاصيلة. اتمنى ان يرى هذا المشروع النور قريبا ليساهم في حل مشكلة عميقة يعاني من آثارها السلبية المجتمع منذ سنوات