12 سبتمبر 2025
تسجيلالكلمة هي مفتاح التواصل مع الآخرين تحت أي ظرف (كان)، وهي ما تفتح من أمامنا كل الأبواب التي تخفي لنا ومن خلفها بعضاً من أهدافنا وغاياتنا، وكل ما يجعلنا نتقرب ونترقب؛ لنراقب ما سيكون من بعد فتحها تلك الأبواب، أي كل ما يجعلنا نعيش حالة من الانتظار تنتهي بمجرد خروج الكلمة ودخولها في قلب الباب الذي يجمدنا أمامه، ولكن حين تتأخر تلك الكلمة ولا تخرج؛ لتُدخلنا على ما نريد، ينتابنا الخوف ويتناوب علينا، ونشعر بأن مانعاً يحول دون حدوث ذلك؛ لنضرب بكل ما نملكه من عقل عرض الحائط، فلا هي تلك الأفكار التي تهدئ من روعنا، ولا هي تلك الثقافة التي تدعونا إلى التحلي ببعض من أخلاقنا الجميلة، ولا هو التسلح بالصبر الذي يحثنا ويدعونا إلى التحمل، وهو كل ما يحجب عنا مجرد التفكير بأن تلك الكلمة التي ولربما تأخرت بالخروج قد فعلت؛ لأنها ترتجف، وترتعد فرائصها من شدة الخوف الذي تجلده سياط الحياء، إذ أن ليس كل ما نفكر به يستحق لأن يخرج ويدخل على الآخرين عنوة، فالأمر يتطلب دراسة يخلقها (وعينا) الذي يتوجب علينا التباهي به حينها وفي كل حين، ولكنه أبعد ما يكون لدى البعض منا وللأسف، فتجده يخرج بكلمته التي يود ويدخل بها على الآخرين دون أن يراعي الذوق العام الذي ستخدشه تلك الكلمة، ودون أن يلتفت لأثر تلك الصفعة التي ستتركها تلك الكلمة أيضاً على وجه من قد تلقاها دون أن يسعى إليها. عن تلك القائمة الكلمة عنوان يُعبر عن صاحبه، ويترجم أخلاقه، ويعكس حقيقته، ويكشف هويته التي يَغَفلها الآخرون، ولكنه يغلف كل ذلك بكل ما هو مؤقت قرر بأن يُخلص لـ (فكرة الزوال) التي سرعان ما ستتقلص؛ لتُقلص كل من يعتنقها، مما يعني بأنه وفي نهاية المطاف، سيُجرد من كل شيء سواها حقيقته التي ستظهر ومن جديد من خلالها الكلمات التي ستخرج منه؛ لتعبر عنه حين تعبر إلى الآخرين. وهو ما يعني أننا لو أدركنا تماماً وقع ما نقوله من كلمات، لفكرنا ملياً قبل أن نتفوه بما يمكن بأن يُدرجنا على قائمة (التفاهة)، والويل لمن يفعل. التخطيط وعفوية التعامل يحسب البعض أن كل ما سبق يقطع الطريق على (عفوية التعامل) مع الآخرين، وأنه يسعى إلى تأكيد حاجتنا من (التخطيط) بكل شأن يخصنا، وهو ما لا يمت للصواب بصلة، إذ لا يُعقل أن نخطط لكل كلمة تكون منا، ولكننا وفي المقابل يمكن أن نفكر بوقع الكلمات التي يمكن أن تشوه الصورة التي نحملها ونظهر بها أمام من حولنا. أكثر الكلمات تألقاً ورقياً في آخر لقاء جمع بيني وبينكم حدثتكم عن موضوع الشخصيات البسيطة التي أثرت عليّ وبشكل شخصي، بكل عظيم خرجت لي به، فخرجت به منها، وقدمت لكم اقتراحاً بسيطاً وهو أن يخرج كل واحد منكم بورقة وقلم؛ ليدون عليها أسماء كل الشخصيات البسيطة التي قدمت له عظيماً، وهو كل ما يؤكد فعله بأننا وسط دائرة ستنجب لنا من سيفعل ذلك بحقنا، والحق أن الكلمة التي ستخرج حينها لن تخرج عن حدود الشكر، فستكون وبكل صدق (شكراً)، وهي أكثر الكلمات تألقاً ورقياً، ومتى خرجت منك؛ لعبرت للناس وبينت أي الناس أنت. وأخيراً: أقدم شكراً خاصاً لإدارة "الشرق" وكل من ساهم بتألقي مهنياً، وشكراً عاماً لكل من كللني بخالص ثقته؛ لأحقق كل ما قد حققته والحمد لله. همسة "أنت كل ما تنطق به من كلمات"، وعليه فما هي الكلمة التي ستنطق بها؟ فكر ملياً، وحتى حين فليوفق الله الجميع. ومن جديد راسلوني بالجديد: [email protected]