18 سبتمبر 2025

تسجيل

هلا..وألف مليون هلا

27 نوفمبر 2022

بألف ومليون هلا تم افتتاح مونديال قطر 2022 الحلم الذي أصبح واقعاً ونعيش تفاصيله وفعالياته في هذه الأيام التي لن تتكرر، ورغم كل المؤامرات والاتهامات الباطلة لسحب هذه الاستضافة ولتشويه صورة قطر المُشّرفة إلاّ أن الله أراد لقطر أن تشهد هذا الحدث الرياضي الأهم عالمياً ووجهت أنظار العالم لها وأصبحت قبلة للمهتمين بالرياضة خاصة كرة القدم ونشهد كم الزوار والمشجعين في كل الاماكن السياحية في البلد ونجدهم متفاعلين مع هويتنا وتراثنا ويتهافتون على لبس الملابس التقليدية ويستمتعون في كل الفعاليات المصاحبة للمونديال بعد أن شهدوا الافتتاح المُبهر الذي حمل معاني الترحيب وكرم الضيافة والتسامح وتَقّبل الطرف الأخر من خلال اللوحات التي تم عرضها خلال الافتتاح ولعّل اللوحة الأولى والتي سُمّيت بالنداء لهي تجسيد للتراث القطري والذي تَمّثل بالهاون رمز الكرم والعطاء، والقرش الحوتي صديق الإنسان والذي يظن البعض انه معاد للإنسان، أما المرتحلون على الجمال فهو رمز لتنوع الشعوب والأعراق لكثرة الاختلاط بالارتحال، ولعّل اختيار استاد البيت رمزاً للضيافة العربية والمكان الذي يستظل فيه الجميع خاصة أنه في مدينة الخور التي تجمع ثقافة البر والبحر، وتأكيداً على اهمية المرأة في قطر ودورها الارتكازي في العائلة والحياة فهي أول من ظهر في الافتتاح مرحبة بالعالم كله بضرباتها على الهاون واستقبلت جماهير العالم بجملتها هلا وألف مليون هلا وهي مرتدية الزي القطري البطولة وعباءة الرأس والتي جسدتها الفتاة القطرية المُبدعة دانا المير بترحيبها وصوتها الشجّي الذي لامس قلوب الجميع، وبذلك اختصرت اللوحة الأولى شكل الحياة التراثية في قطر وانتقلت للوحة الثانية التي عبّرت عن انفتاح قطر على الثقافات الاخرى المتعددة من خلال سفير كأس العالم البطل غانم المفتاح والفنان العالمي مورغان فريمان حيث اختصر غانم الاختلافات العِرقية وتنوع الحضارات وتفاوت الأجيال بالآية الكريمة: (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا) صدق الله العظيم، وذلك دلالة على الاحترام المتبادل بين الشعوب وتَقّبل الآخر والتعايش معهم مهما كانت المسافات التي تفصل بيننا وضرورة التعرف على الثقافات الأخرى وعدم رسم صور خاطئة دون تجربة ودون التعامل عن قرب، كما سلّط حفل الافتتاح الضوء على الدول التي سبقت قطر في تنظيم كأس العالم واستعرضت التعويذات والأغاني ومن ثم أطلقت تعويذة لعيب المخصصة لقطر 2022 وهو مستوحى من البيئة القطرية، وربما اللوحة التي لامست الجميع هي قصة الحلم من خلال عرض فيديو لسمو الأمير الوالد وهو يلعب كرة القدم وهي من أرشيف العائلة الحاكمة الخاص، لبيان أهمية كرة القدم في التاريخ القطري وحلمه في استضافة المونديال الذي تحقق أخيراً من خلال السعي والإصرار والجهد خلال السنوات الماضية وكانت لقطة مؤثرة هي تسليم صاحب السمو تميم بن حمد القميص الأصلي الذي ظهر في الفيديو لسمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة حفظه الله وتوقيعه أمام الملأ على القميص الذي تم توزيعه كهدايا للجمهور الحاضر في حفل الافتتاح كذكرى مونديال قطر 2022، احتوى حفل الافتتاح على رسائل عميقة تبين الرؤية القطرية وسياستها في الانفتاح مع المحافظة على الهوية والإرث القطري، وأظهر تنوع الثقافات وطموحات الأمة التي جعلت الأحلام حقيقة خاصة في الفقرة الغنائية بعنوان الحالمون بين الفنان القطري فهد الكبيسي والفنان الكوري جونغكوك والمغنية الإنجليزية إليشا كيز. ومنذ انطلاق مباريات مونديال 2022 ونحنُ نَشهد الفعاليات المميزة في كل ارجاء قطر ونرى تَجّول الجماهير الزوار من كل العالم في سوق واقف ودرب لوسيل وكورنيش الدوحة وكتارا والبيرل والمولات وامتلأت الفنادق بالسيّاح، ونقل المترو المميز في الدوحة وباقي وسائل النقل العام مئات الآلاف من المشجعين بسلاسة ويسر وتنظيم، ودخل مئات الآلاف للملاعب بتنظيم يَشهد له الجميع، فتجد الإرشادات في كل مكان والمتطوعين في مساعدتك ناهيك عن الفرق الامنية المنتشرة حفظاً لسلامة وأمن المشجعين. مضى أسبوع على الافتتاح وعلى المباريات ومازال الكل يتحدث عن حفل الافتتاح ويردد الاغاني الخاصة بالمونديال، وتجد الجماهير متعطشة لحضور المباريات للاستماع بأجواء الملاعب الضخمة والمجهزة بأحدث التجهيزات والتكييف، ورغم نجاح انطلاق المونديال إلاّ أن بعض الدول والاشخاص مازالوا غير مستوعبين أن المونديال بدأ فعلياً وأصبح حقيقة ومازالوا يحاولون تشويه صورة قطر ويأتيهم الرد من الجماهير الغربية الحاضرة في قطر والتي تفاجأت بشكل الحياة المتحضر في قطر واشادت بالتنظيم والفعاليات، وهذا ما يهم أن يأتي الناس ويخوضوا التجربة لا أن يرددوا كلام المغرضين والحاسدين خاصة من خلال تقارير مزيفة تبث في الاعلام الغربي الذي لا يلتزم بالمصداقية والشفافية تجاه متابعيه. مازالت فعاليات مونديال قطر 2022 مستمرة ومازال الجمهور يتوافد على قطر فليستمع الجميع بدوحة الخير. نجحت قطر وبامتياز في تنظيم مونديال قطر 2022 وتميزت بمحافظتها على هويتها العربية الإسلامية وقدمت نموذجاً يُحتذى به في التنظيم والأمن والسلامة وكرم الضيافة وهذه عوايدها قطر. أكثر ما خيب أملنا هو المنتخب الوطني (العنابي) الذي لم يقدم أداء يليق ببلده المستضيف للمونديال وغادر البطولة مُبكراً رغم توفير كل الإمكانيات المعنوية والمادية ولابد من وقفة محاسبة والعمل على منتخب وطني يُقدّر اسم قطر ويحترم جمهوره ويلعب بروح قتالية مدافعاً عن اسم البلد الذي يرتدي قميصه العنابي الغالي.