14 سبتمبر 2025

تسجيل

شكراً لك عبدالرزاق الكواري

27 نوفمبر 2012

تسليط الضوء على ما يشغل قلب المجتمع يترجم ما يشغل قلب الفرد، فإن كانت الإيجابيات تشغله؛ لسلط الضوء عليها؛ كي يؤكد على قيمتها بالنسبة له بكل وسيلة ممكنة لتتوجه من بعد ذلك الأنظار بكل قوتها نحوها، وتصبح بذلك النقطة التي ستكسب احترام الجميع، والحق أن الإعلام يقوم بهذه المهمة وبكل جد، خاصة أنه من يحمل على عاتقه مهمة تحسين وضع المجتمع، ويشارك بمهمة توجيهه نحو قبلة الصواب، التي تحفظ للفرد كرامته، وتحافظ له على قيمته، وهو كل ما يطمح إليه أي عاقل، يدرك معنى التعرف على (الإيجابيات) ومتابعتها، ومن ثم الأخذ بها؛ لتصبح بالنسبة له القاعدة التي تقوم عليها حياته، التي ستتأثر بها وستتغير للأفضل بفضلها، بدلاً من أن تظل خاوية خالية من كل خير تماماً كحياة (المجنون)، الذي لا ولن يلتفت إلا لتلك السلبيات التي تقرع قلب صاحبها؛ لينشغل بها، ويبحث عن أقرب فرصة تسمح له بأن يفرقعها؛ ليشتت الانتباه، ويصرف التركيز، ويفر بهما بعيداً عن الغايات المرجوة من حُسن المتابعة؛ لذا كثيراً ما نجد من الأشخاص من يبحث عن السلبيات (لا) ليتفحصها ويدركها؛ بنية تجاهلها في المستقبل، بعد تحسين وتطوير أفضل ما تتمتع به، بل للتحسر والتأثر، وصرف وقته الثمين عليها، في حين أن متابعتها؛ لتحقيق ما سبق خطوة إيجابية بحد ذاتها، ولكن الجنون الذي يجعله يبكي على (ما مضى) هو ما يجعله سلبياً، لا فائدة حقيقية منه، وهو ما يجعله من المجموعة التي لا ولن يرغب بها أحد، أي تلك التي لن نصب عليها اهتمامنا هذا اليوم؛ لأن الوقت (أمانة) لا يجدر بنا الاستهتار بها أبداً، بل يتوجب علينا المحافظة عليها بتناول الإيجابيات التي تستحق أن نسلط الضوء عليها، ومنها الإنجازات التي تنمو بجهود سواعد وطنية تعمل في الخفاء دون أن تبحث عن مقابل سواه تقدم المجتمع وتطوره للأفضل، تلك التي وحين تُسلط عليها الأضواء تفر هاربة، ليس لنقص تعاني منه إنجازاتها، بل لأنها تفضل العمل وبصمت يسمح لها بأن تعمل بهدوء؛ لتنجز أكثر، وتخدم أكبر قدر ممكن من أفراد المجتمع، وهي الآلية التي يفتقدها من يبحث عن أضواء الشهرة، الذي يُلقي بنفسه من أمامها مع أول فرصة تتوافر له؛ كي يتفاخر بإنجازات لم ينجزها بعد، فهي ضمن قائمة وهمية قد لا ترى النور يوماً، أو ليتفاخر بإنجازات غيره ممن يعمل في الخفاء؛ ليأتي ذاك المتفاخر ويخطفها منه، فيظهر وكأنه من قام بها، رغم أنه لم يقم سوى باتباع خطة Copy and Paste التي عززت اسمه، ووضعت كل من يجتهد غيره على الرف، والحقيقة أن من هم على شاكلته يحيطون بنا من كل جانب، أما ذاك المجتهد ولأنه لا يهوى الأضواء فلا نشعر سوى بإنجازاته، وحين نلتفت بحثاً عنه، فإن الأمر يتطلب منا الكثير من الجهد؛ كي ندركه وهو ما سيكون لنا إن شاء الله متى بحثنا عنه وحرصنا على العثور عليه، والحق أننا وإن تابعنا الإنجازات وبشكل جيد؛ لخرجنا بقائمة طويلة تضم كل مجتهد يعمل في الخفاء؛ لتبرز إنجازاته في العلن، ولي من هذه القائمة وفيها من قد جمعتني به (الصدفة المهنية)؛ لنكتشف حبه لعمله، وجهوده التي يسخرها لتحقيق كل أهدافه التي يعلق على رقبتها نجاح كل الخطط الموضوعة؛ لخدمة (فئة الشباب) التي يُعد استثمارها اليوم المكسب الأول ليوم غد، وهو الاستثمار الذي سخر له ومن أجله كل ما يملكه من طاقة ووقت وجهد؛ كي يحقق مكاسبه منه، وإن تطلب منه ذلك رحلة طويلة من الصبر. وأخيراً حين أفكر بهذه القدوة التي تولت منصبها منذ عام، وتمكنت وعن طريقه من تقديم الكثير مما يستند على نية العطاء دون أن تحصد وفي المقابل ما يوازي كل ما تقدمه، أشعر برغبة مُلحة تدفعني نحو تسليط الضوء عليها، وعلى رغبتها بصقل المواهب الشبابية بما يمكن بأن يخدم المجتمع اليوم ويوم غد، فهو الهدف الذي تظل تكرره كل الوقت؛ كي يتحقق فعلاً، فتحفظ به تلك المواهب قبل أن تسير في اتجاهات خاطئة ستعود منها وهي أكثر تبعثراً وضياعاً، والحق أن حق هذا الهدف يكون بالكشف عن صاحبه، الذي يستحق مني التعريف به؛ كي يأخذ حقه من المجتمع الذي يقدم له كل جهوده وبكل حب؛ لأن من يعطي لابد وأن يأخذ؛ لذا فلتأخذ منا ما تستحقه أيها الفاضل من خلال التالي: شكراً لك عبدالرزاق الكواري (مدير إدارة المراكز والأندية الشبابية).