19 سبتمبر 2025

تسجيل

المُتنفسين

27 أكتوبر 2016

في هذه الأيام بدأت تهب علينا النسمات العليلات، بدخول فصل الشتاء بعد صيف حار جداً وطويل، فالحمد لله وباكتمال سهيل ستون، يزداد قدوم اللَّفّوا من مختلف أنواع الطيور؛ من حُبارى وكراوين ملح موسم المقناص الذي يستهوي الكثيرين، كذلك يبدأ التكويخ لصيد الطيور الجارحة وعلى رأسهم الشاهين الذي يتمناه الكثيرون، وخاصة ذا اللون المميز والحجم الكبير، وهو هذه الأيام ربما سعره يفوق الثلاثمائة ألف ريال؛ أي أغلى من الشواهين المستوردة، وساعد على ارتفاع أسعارها قلة المعروض هذه السنه في قطر، وكان هناك زيادة ملحوظة في عدد الكواخين؛ ففي الذخيرة لا يكاد يخلو مرتفع أو جهه إلا به "كوخَة"، كذلك يبدأ موسم التخييم هذه الأيام في البر، والبحر الذي يعد متنفس للمواطنين والمقيمين الذين يأخذون تصاريح باسم قطريين، وقد تقلل هذه المتنفسات من حالة الناس النفسية، وينسون ضغوطات الحياة المختلفة، وكم يكون العلاج ناجعاً لهم إذا هطلت بإذن الله الأمطار الموسمية؟ ويزداد الوضع حلاوة، إذا نبتت الكَمْأه واكتسى البر حُلةً بهيَّةً تدخل على الأنفس المُتعبة السرور!! الدولة مشكورة في سبيل المحافظة على الحياة الفطرية، فقد أنشأت أكثر من محمية للحيوانات التي كانت في البيئة القطرية، قبل أن تعبث بها يد الإنسان الجائرة، التي لا تعرف قيمتها، فهي تحفظ توازنا بيئيا لا يعلمه الكثيرون، فتتكاثر الغزلان، والمَها العربي الذي يعود الفضل في المحافظة عليه لبعض الشخصيات، رحم الله الحي والميت منهم.. آمين. كذلك فإكثار طائر الحَبارى أسر قلوب القَناصين، وإطلاقه في المحميات القطرية وفي البر زاد من أسرابه، فبارك الله في هذه الجهود الخيَّرة، وأخيراً اللهَ اللهَ بالمحافظة على البيئة البحرية والبرية، فهي ملك للجميع، وتعود بالخير على الجميع، كذلك أدعو بأن يمن الله علينا بالمطر العميم.