16 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); يبدو أن الله لم يشأْ أن يترك الشعوب العربية المظلومة المقهورة وحدها في العراء يظلمها و يقهرها حكامها الأعراب فيسخر لهم بين الفيْنة والأخرى أناساً يصنفهم المسلمون بأنهم "كفار" وهم والله وتالله أكثر إيماناً من الأعراب وكثير من المصلين، يدافعون عن حقوق العرب وما أشبهَ الليلةَ بالبارحة. في بداية الدعوة المحمدية في مكةَ سخر الله لنبيه ملك الحبشة (النجاشي) و هو من النصارى الذي هاجر إليه المظلومون و المقهورون العرب هرباً من أعراب مكة و هم أهلهم و ذووهم فأكرمهم (النجاشي) الذي قال عنه رسول الله : " إنه ملكٌ لا يُظلم عنده أحد" و دافع عن حقوقهم و عندما جاءته رسُلُ الأعراب المكية تطلب منه استعادة العرب المسلمين الذين لجأوا إليه ردهم مُصراًّ على أنه لا يُسلمهم و لا يُخذلهم و هي من صميم أخلاق الإسلام. في وقتنا الحاضر، دافع كثيرون عن حقوق العرب لاسيما بعد الحرب الصهيونية الأخيرة المتوحشة على (غزة) بَيْدَ أن الإعلام العالمي لم يركز عليهن أو عليهم جميعاً ربما لأن شهرتهم أو أهميتهم محدودة نسبيا مقارنةً بآخرين لكن الإعلام العالمي ركز مؤخراً على ثلاثة من كبار المشاهير العالميين - في وقتٍ تآمر أعراب اليوم كما فعل أعراب الأمس في مكة على المقاومة النبيلة في (غزة) و تواطؤوا على الدم الزكي المراق من أطفال و نساء (غزة) و فلسطين كلها، و منهم حسب مسؤولين صهاينة من أمثال (يعقوب بيري و تسيبي ليفني) و حسب صحف و وسائل إعلام صهيونية دفعوا ما يقارب الخمسة مليارات دولار لإسرائيل لإعانتها على سحق المقاومة و منهم حسب المسؤولين الصهاينة تعاونوا مع "إسرائيل" لخنق المقاومة. الأهم هنا، لِنركز على أفعال الأوادم و الرقي الإنساني الذي لا يعرف حدوداً. الأول إنجليزي بريطاني عالم كبير، شهرته طبقت الآفاق و عمره يزحف صوب التسعين و هو (ديفيد أتنبره) الذي نالت منه الحرب الصهيونية على غزة منالاً جعلته لا يعبأ بملاحقة تهمة (معاداة السامية) و خرج على العالم ليقول له: " إنني لم أرَ حيواناتٍ أكثر توحشاً من الإسرائيليين حتى أنهم أكثر وحشيةً من التماسيح" و قد تعرضنا لِما قاله بالتفصيل هنا في مقال سابق. الثانية (كريستين فرناندز دي كيرشنر) رئيسة الأرجنتين و سيدة الحرية الإنسانية التي وقفت كالجبل الأشم تذكرنا نحن العرب بتاريخ مضى بخولةَ و الخنساء في وقت يملأ الذكور و أشباه الذكور من الأعراب العالم العربي و يندر الرجال رجال المواقف، لِتقول (كريستين) الرائعة للعالم كلمتها في (الأمم المتحدة) عن عدوانية "إسرائيل" و وحشيتها و كادت أن تعيد ما قاله ما قاله (ديفيد أتنبره) عن الإفلاس الأخلاقي و الحضاري و الإنساني و الثقافي للدولة التي تدّعي حماية حقوق الإنسان و زعامة العالم الحر و هي (الولايات المتحدة الأمريكية) شريكة " إسرائيل" مع الغرب في الإيغال في دماء و أشلاء أطفال (غزة.) و مؤخراً؛ وقف عملاق آخر من عمالقة العصر أبُ علم اللغويات الحديث و الفيلسوف و الأستاذ الجامعي و الأكاديمي الرصين و الكاتب الأشهر و الأبرز في معهد (ماساشوستس) للتكنولوجيا – وقف في الأمم المتحدة بكل سنواته التسعين التي تثقل كتفيه، مُحدَوْدبَ الظهر، بوسامته رغم كهولته و هرمه التي تعكس صفاء قلبه و نقاء سريرته ، يسند ذراعيه على الطاولة التي أمامه من فرط كِبَر سنه و إعيائه، و في صوته حشرجة من يقدم وصيته الأخيرة للعالم و للكون كله و نبرة حزينة تنتشر يين تضاعيف كلماته بينما عيناه مصوبتان كالصقر الجريح على الحضور الذي أذهله الحضور المذهل لهذا العالم اليهودي الأمريكي المعادي للعنصرية و الصهيونية و الوحشية. كالبر وفسور (ديفيد أتنبره) و الرئيسة (دي كيرشنر) لم يعبأُ البروفسور (نعومي تشومسكي) بتهمة معاداة السامية (الخلطة الجاهزة) التي عادةً ما تلقيها (الإيباك) و اللوبيات الصهيونية اليهودية الإسرائيلية في وجه كل من يتعدى الخط الأحمر و هو انتقاد "إسرائيل." لم يُبقِ الرجل و لم يذرْ. هاجم بلاده لأنها أوصدت الأبواب أمام الاعتراف بدولة فلسطينية نزولاً عند رغبة " إسرائيل " التي يقف وراءها صانع القرار الحقيقي في أمريكا و الغرب و هي (الإيباك) و اللوبيات اليهودية. قال البروفسور (نعومي تشومسكي): إن (الولايات المتحدة الأمريكية) تشجع "إسرائيل" على ارتكاب المجازر في حق الشعب الفلسطيني بإغداقها المساعدات غير المحدودة السياسية و العسكرية و الاقتصادية على " إسرائيل " و أن أمريكا لا تستحق أن تقود العالم لأنها انتقائية و تكيل بألف مكيال. تحية كبرى لمؤسسة " الديمقراطية الآن" الأمريكية التي اهتمت بإبراز خطاب (نعومي تشومسكي) في الأمم المتحدة و التي ترى أن أمريكا ليست ديمقراطية لأنها تُعمي بصرها و بصيرتها عن الحقائق و أنها تسمح للمؤسسات اليهودية الصهيونية المتطرفة في أمريكا و الغرب بإيذاء و ملاحقة كل أمريكي و أوروبي شريف يصدح بالحق. ألم يلاحق المتطرفون اليهود الصهاينة العالمين الأمريكيين الكبيرين (جون ميرشيمار و ستيفن وُلت) اللذين لم يكترثا (بالخط الأحمر المعروف) كتشومسكي و أتنبره و دي كيرشنر و آخرين و نشرا كتابهما المشترك " اللوبي الإسرائيلي و السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط" الذي قالا فيه بين أهم ما قالوه: إن كل و أيَّ قرار يتعلق بالشرق الأوسط (يعني العالم العربي و "إسرائيل") يصدر من أيٍّ من دوائر صنع القرار في أمريكا لا بد أن يمرَّ من خلال "فلتر" (الإيباك) و دعا إلى استقلالية القرار الأمريكي عن مجموعات الضغط و هو ما كرره (نعومي تشومسكي) في خطابه أمام (الأمم المتحدة.)