04 نوفمبر 2025

تسجيل

شمعة الربيع العربي تتوهج

27 أكتوبر 2014

يوم تاريخي عاشه الشعب التونسي وتابعته الشعوب العربية وهم يرون الشمعة العربية الوحيدة في الربيع العربي تتوهج ديمقراطية وتتصدى للتيارات الظلامية التي تريد وأد الحلم والارتداد بالشعوب الى ماقبل الربيع العربي بثورات مضادة. نجح التونسيون مجددا في أن يصنعوا لأنفسهم تاريخا وصفحة جديدة من الديمقراطية حيث لبى ملايين التونسيين أمس نداء الواجب لانتخاب برلمان جديد، ليبرهنوا على ان الربيع العربي يمكن الا تتبعه الفوضى والاقتتال. إنه الشعب الذي أراد الحياة ونجح في الاحتكام الى العقل بمنطق التوافق والمشاركة ليثبت تحضره وجدارته بالحرية وانه بحق منارة الربيع العربي وقاطرته. لقد نجحت تونس في الانتقال الديمقراطي للتفرغ لمعركة التنمية والقضاء على البطالة وتطوير الاقتصاد وتحقيق الرخاء لشعب طالما تاق الى الحرية والرخاء وقدم في سبيل ذلك تضحيات من أجل تلك اللحظة التاريخية ولم ينكفئ على جراحه لكنه تغلب عليها ورفض دعوات الاقتتال والتمرد على مسار الحرية والديمقراطية التي تنادى لها الشعب يوم ثار على الديكتاتورية. هي رسالة يبعث بها الشعب التونسي بأن الديمقراطية قابلة للتعريب وأن المشكلة ليست في الشعوب العربية ولكنها في قوى الرجعية والديكتاتورية والفساد التي تحاول خطف الامل في دول الربيع، واحداث ثورات مضادة حتى لا تتهدد مصالحها القائمة على نهب ثورات الشعوب ومقدراتها لصالح فئات فاسدة. إن التجربة التونسية في السير نحو الديمقراطية لم تكن سهلة ولكنها تطلبت التوافق حول مشروع وطني وإطلاق حوار بين ابناء الشعب وتياراته المختلفة انطلاقا من عدم المزايدة على حق المواطنة، ونبذ فيه التونسيون لغة التخوين وأدارت فيه القيادات المؤقتة دفة الحوار بمهارة وإخلاص للوطن حتى تحقق لهم ما اردوا فهنئا لهم هذا الانجاز الذي ستتبعه استحقاقات يفرح بها التونسيون.