13 سبتمبر 2025
تسجيلالحج أحد أركان الإسلام الخمسة، جعله الله مكفرا للسيئات ماحيا للذنوب والآثام، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه" رجع معافى مبرءا من كل عيب، هذه الميزة وهذا الفصل خصيصة من خصائص أمة محمد صلى الله عليه وسلم، نسأل الله أن يرزقنا حج بيته المبارك. ومعلوم أن الحج فريضة فرضها الله على الرجال والنساء على السواء بيد أن اختلافات يسيرة تختلف فيها المرأة عن الرجل نظرا للطبيعة الخاصة التي تتميز بها النساء، راعى الإسلام ذلك فخص لهن من الأحكام ما يتناسب معهن، لكن بعض هذه الأحكام كانت وما زلت عند البعض مثار جدل وأخذ ورد، من ذلك ما ورد من سؤال ورد إلى من بعض الأخوات احداهن تقول انها تريد الحج وتحكى عن نفسها أنها صاحبة خير (مال) ورزقها الله مع المال العافية في البدن، وهي مطلقة وليس عندها محرم يذهب معها وتتساءل المرأة: هل الحج علي كما يقول البعض محرم، وماذا أفعل إذا كنت وحيدة ليس عندي ولد ولا زوج، وتقول في آخر رسالتها وإذا كان لابد من وجود محرم فهل يجوز أن أحج مع أختى وزوجها، على اعتبار أنه مُحَرّم علي؟ وللإجابة عن هذا التساؤل نقول: بداية من هو المحرم؟ المحرم هو: من حرم عليه نكاح المرأة على التأبيد، بسبب مباح لحرمتها.. وذلك مثل: الأب، والابن والأخ، وابن الأخ ونحوهم. فليس من المحرم زوج الأخت، أو زوج عمتها، أو زوج خالتها، لأنه إحداهن لو ماتت أو طلقها زوجها حل لها إن كانت بغير زوج، ولا مانع يمنعها، فتحريم التزوج بهن ليس على التأبيد فلا يطلق عليه محرم. هذا معنى على التأبيد، أيضا وضع العلماء ضابطا آخر وهو قولهم: بسبب مباح ومعنى ذلك أن السبب لو كان محرما لا يعد الرجل محرما، ومثال ذلك لو زنى رجل بامرأة — عياذا بالله — فإن أمها محرمة عليه على التأبيد، ولكنها محرمة بسبب غير مباح وهو الزنى فلا يعتبر محرما لها ولا يعتبر محرما لهذه الأم. بناء على ما سبق فإن محارم المرأة هم: أولاً: الزوج. ثانيا: من تحرم عليه على التأبيد بنسب، وهم سبعة: الأب، والابن، والأخ، والعم، وابن الأخ، وابن الأخت، والخال. ثالثا: ما كان بسبب الرضاع، وهم سبعة كالنسب فكما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم: "يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب". رابعا: ما كان بسبب المصاهرة وهم أربعة: أبو زوجها، وابن زوجها، وزوج بنتها، وزوج أمها، والثلاثة الأول يحرمون عليها بمجرد العقد، أما زوج أمها فلا يكون محرما إلا إذا دخل بأمها. بعد أن علمنا من هو المحرم بقى أن نسأل هل وجوده شرط في الحج بالنسبة للمرأة، وماذا تفعل المرأة إن لم تجد محرما، لعلنا نناقش هذه الجزئية في المقال القادم إن شاء الله، الله ارزقنا حج بيتك الكريم واغفر لنا أجمعين.