29 أكتوبر 2025
تسجيلمع بداية العام الدراسي الجديد هذا العام ظلت مشكلة الازدحام المروري حول المدارس تتفاقم رغم إنجاز العديد من مشاريع الطرق السريعة الحديثة والجسور والأنفاق من قبل هيئة الأشغال العامة التي بذلت مجهودات كبيرة في السنوات الماضية للوصول إلى اكتمال البنية التحتية بالطرق بجميع مناطق الدولة، والتي كان لها الدور الكبير في استيعاب الزيادة المطردة في عدد المدارس الجديدة التي انضمت إلى العملية التعليمية وزيادة عدد الطلاب، ولكن مشكلة الازدحام تفاقمت هذا العام وأصبحت شكاوى المواطنين من أولياء الأمور وأهالي المناطق التي تقع هذه المدارس بالقرب من مساكنهم ترتفع عالياً بسبب معاناتهم من الازدحام المروري أمام هذه المدارس وخاصة في أوقات الذروة طوال العام الدراسي الذي يمتد إلى ثمانية أشهر. * ما المطلوب من الجهات المعنية لإيجاد الحلول لهذه الظاهرة؟ وفي ظل هذا الوضع المتفاقم كان لابد من المعنيين سواء أولياء الأمور أو إدارات المدارس التي تعاني من هذه الظاهرة أو الجهات الحكومية المعنية مثل وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي ووزارة المواصلات التي تعنى بتخطيط وتصميم الطرق والنقل البري وهيئة الأشغال العامة التي تقوم بتنفيذ مشاريع الطرق، كان لابد لهذه الجهات أن تقوم بالتنسيق فيما بينها لوضع الحلول العملية للحد من الازدحام اليومي بما فيها إضافة الأراضي الخلفية للمدارس للاستفادة منها في الحد من الازدحام المروري وتحسين طرق الوصول إلى المدارس القائمة من خلال إنشاء الجسور أو أنفاق مشاة لتسهيل عملية وصول الطلاب إلى مدارسهم من المناطق المحيطة بحيث لا يكون الوصول للمدرسة مقتصرا فقط على مداخل المدرسة، مع ضرورة وضع تخطيط وتصميم سليم قبل بناء المدارس مستقبلاً، بحيث يسهل الوصول إليها، وتجنب وجودها وسط المنازل السكنية، وكذلك تجنب إنشاء مدارس بالقرب من بعضها البعض مما يزيد الازدحام في المناطق، وأيضا إنشاء مواقف إضافية للمدارس التي تعاني من الازدحام، وكان لابد هنا أن نثني على قرار وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي بتخفيض أجرة المواصلات المدرسية بنسبة 78 %، والذي يهدف إلى تعزيز ميزة النقل الجماعي للطلاب . هناك عدة حلول علمية وبدائل معاصرة اقترحها المهتمون من خلال متابعتي لهذا الموضوع وددت أن ألقي عليها الضوء وقد تسهم في تقليل الزحام الذي يشل الحركة المرورية في محيط العديد من المدارس في أوقات الذروة، ويتسبب كذلك في تأخير الآباء عن وظائفهم أو الطلاب عن مدارسهم، مثل استخدام وسائل النقل العامة كالحافلات والمترو، ودراسة تغيير ساعات الدوام للطلاب بالمدارس بحيث تتوافق مع أولياء الأمور ومواعيد دوامهم في جهات عملهم، وذلك لتقليل أوقات التنقل من وإلى وخلال العمل والمدارس، وعلى إدارة المرور دور كبير في هذا الجانب في تكثيف برامج التوعية المرورية، دور المجلس البلدي في الحد من هذه الظاهرة لأعضاء المجلس البلدي المركزي المنتخبين من أهالي مناطق دوائرهم دور كبير في الحد من هذه الظاهرة وذلك بالعمل على عقد اجتماعات مع كل الجهات المعنية بظاهرة الزحام المروري بالمدارس ومناقشتهم في الحلول المقترحة من قبل الأهالي وأخذ رأي المختصين في هذه الجهات، على أن تكون اجتماعاتهم بتواجد جميع الجهات المعنية في المناقشة كل منطقة حسب ظروفها المتاحة لها من توافر أراض خالية حول هذه المدارس او فتح مخارج ومداخل جديدة للوصول إلى هذه المدارس او سفلتة بعض الشوارع التي تؤدي إلى هذه المدارس واستغلالها لتخفيف الضغط على طرق أخرى اعتاد أولياء الأمور وسائقو الباصات استغلالها للوصول الى هذه المدارس، ويتم ذلك بالتنسيق والتعاون مع وزارة المواصلات المعنية بتخطيط وتصميم الطرق وكذلك مطالبة هيئة الأشغال العامة بسرعة تنفيذ مشاريع البنية التحتية في محيط المدارس . كسرة أخيرة ختاماً اقتراحي أن تكثيف التوعية المرورية له دور كبير في تخفيف الزحام حول المدارس وذلك بتوجيه السائقين وأولياء الأمور الذين يتولون توصيل أبنائهم بأنفسهم أن يلتزموا بالقواعد المرورية السليمة بعدم الوقوف العشوائي في الشوارع المحيطة بالمدارس خاصة في المدارس التي تقع داخل المناطق السكنية، لأن مخالفة تلك القواعد تؤدي إلى زيادة معاناة الساكنين في هذه المناطق علاوة على التسبب في تأخير الطلاب وأولياء الأمور عن الوصول الى أماكن عملهم في الوقت المناسب.