14 سبتمبر 2025
تسجيلسبق وقلت إن بعد فضل الله وتكرمه علينا وعلى الوطن بهذه الثروات الكبيرة جداً، وأن الدولة ومن يمثلها من أبنائها المخلصين جزاهم الله خير الداريين لم تقصر، عملت كل ما بوسعها لإسعاد المواطن على مختلف الأصعدة، بينما الكمال لله وحده جل شأنه وتنزه عن كل نقص، ولا أعتقد أن هناك من يستطيع أن يجلب للمواطن وضعاً أفضل بإذن الله من هذا الوضع الذي يعيشه، وما ورد من وعود على لسان المُترشحين لمجلس الشورى، الذين أتمنى لهم التوفيق والسداد وهي طبعاً من الوعود التقليدية التي لطالما سمعناها من المُرشحين في التجارب القليلة السابقة ذات الشكل الديمقراطي والفارغة من المضمون في بعض الدول العربية. فعندما يتكلم المرشح بواقعية أكثر يكون أصدق بعيداً عن المبالغات غير الواقعية، كما للحكومات أدواتها المختلفة في إسقاط القرارات، يعني ليس الحبل متروكاً على الغارب للطرف الآخر، وقد يقول سائل: دول الخليج أو بعضها دول غنية وغنية جداً وعدد سكانها قليل ولديها ثروات ضخمة، والترابط فيها بين الحاكم والمحكوم ترابط قوي، وفيها من يخاف الله، ومن المفروض أن يكون وضع المواطن فيها وضعاً لا يُقارن بالدول الأخرى، ولديها صناديق سيادية قد تكون ذات أرقام أكبر مما نسمعه، أو من أجل اتقاء طلبات الدول المنهوبة التي تعودت لا تعطي شعوبها شيئاً من المساعدات التي تأخذها من دول الخليج، فلا يُعقل أن تكون النرويج تملك أكثر منهم مع أن الثروة نفسها. وفي حقيقة الأمر أن الدول في الخليج أو بعضها ميزان المصروفات عندها منفلت، وخاصة إذا كان في غير ذي طائل ليس داخلياً فحسب ولكن حتى خارجياً، والمواطن بشكل عام في منطقتنا قد يكون لديه إحساس أو يتولد لديه شعور بأن الدول لما تزيد الراتب وبرغم حجمه فهو منهك في ظل ارتفاع الأسعار التصاعدي والمنفلت من عقاله غير المبرر، والذي خرج عن نطاق السيطرة. ويعتقد الكثيرون أن الحكومات تعطي المواطن زيادة من جهة ومن جهة يخترع البعض من المسؤولين فرض رسوم وعيون الأغلبية منها على جيب المواطن، وهي من أسرع الطرق وأثمنها ولا تحتاج إلى جهد فكري ويعلقونها على شماعة القانون!، فمثلاً الرادار الذي أصبح شبحاً لا تراه في كثير من الأحيان، ولا ترى له وميضاً في سيارات بأشكال عدة وبأعداد كبيرة في كل مكان ثابت ومتحرك، وهو أحد من شفرة موس الحلاق لو سرحت قليلاً وزادت السرعة قليلاً لتوالت عليك رسائل مطراش تطالب بالسداد وزادت من همك هماً. وما أكثر الرادارات في دول الخليج بلا استثناء حتى أن بعض هذه الدول عندما تذهب إليها عن طريق البر تندم ندما شديداً، فالرادارات فيها أكثر من عدد الطيور على الأشجار لا تجد في دول العالم قاطبة مثيلاً لها!، فلا نعلم بأموال الرادار التي تأخذها الدول من مستخدمي الطريق حلالاً أم حراماً، فالرادارات لم تردع أحداً من المتهورين ولم تزد عدد السكان، والموت والحياة بيد الله وحده ولا يستطيع أحد أن يمنعه إذا جاء الأجل، ولا أعلم هل هو من مصالح الشركات المركبة للرادار التي تبدل كثير منها مع أنها صالحة وكلفت الكثير. كما إن إدارة البيئة تطلب رسوماً على التخييم، بينما البر حاله يقول ليس فيه لا خضرة ولا حتى وجه حسن، يعني كثر الله خير الناس إذا ذهبوا إليه، وهو المتنفس القليل الذي بقى للناس في ظل الأملاك الخاصة، هذا بعض من ضمن ما يشغل المواطن. [email protected]