لامساومة على وحدة العراق

لم تكن دولة قطر لتسخِّر إمكاناتها المادية واللوجستية لدعم التحالف الدولي للحرب على الإرهاب لهزيمة تنظيم داعش في العراق ، وعودة سيادته على كامل أراضيه ، لتخذل العراق الشقيق اليوم في موقفه الصلب الرافض لانفصال اقليم كردستان دعما لوحدة العراق وسيادته.وجاءت كلمة قطر في هذا الشأن واضحة ، فالاستفتاء، الذي جرى في إقليم كردستان العراق من دون التوافق عليه بين الحكومة المركزية في العراق وإقليم كردستان العراق، يجب ألا يؤدي إلى مزيد من التداعيات السلبية وتفاقم الخلاف والفرقة بين الشعب العراقي، في الوقت الذي يجب أن ينصب التركيز على تحقيق أمن واستقرار ووحدة العراق والقضاء على الإرهاب.إن المكاسب التي تحققت للعراق في حربه ضد الارهاب قادت الى الحفاظ على وحدة البلاد وفرض سيطرتها على كامل ترابها الوطني ويعد مكسبا للوطن العربي ، إذ أن أي تهديد لهذه الوحدة يشكل خطرا ليس فقط على العراق بل على أمن الدول العربية والمنطقة بأسرها التي لم تعد تحتمل تقسيم المقسّم. ويبقى على أبناء العراق أن يحتكموا الى الحوار كآلية لحل الخلاف الوارد في أسلوب الحكم أو في تطبيق بند من بنود الدستور وأن يجمعهم التوافق على الوطن لا أن يلوّح كل مكون بالانفصال باقليمه ويستعرض قدراته ، متى مابدر خلاف بينه وبين الحكومة المركزية.على أن مايجب الانتباه اليه هو الوقوف بشدة ضد دعوات الانفصال التي تطل بين حين وآخر في بلادنا العربية وتلقى تشجيعا من بلدان ، لاشك سترفضها إن هي ظهرت في بلدانها وهو مايضاف الى التحديات التي تواجه وطننا العربي وتتطلب رؤية لعلاجها للحفاظ على أمننا القومي العربي.