11 سبتمبر 2025

تسجيل

كن قوياً ولا تُسلم أو تستسلم

27 سبتمبر 2014

لكل فرد منا على وجه هذه البسيطة موهبة قدرها الله له، وهو ما لن نختلف عليه وفيه، فالاختلاف وان كان له حق الظهور فانه ما سيكون من حيث (حجم) تلك الموهبة، الذى يظل رهن رغباتنا، اذ أننا نحن من يملك القدرة على التحكم به (أى ذاك الحجم)؛ ليصبح أكبر مما هو عليه أو أصغر بقليل، وذلك بفضل توفير الظروف المناسبة، والبيئة التى نختارها؛ كى تحتضنها تلك الموهبة فتكبر بفضلها، أو تظل كما هي، أو لعلها تنكمش حتى تتلاشى من شدة الاهمال، وقلة التركيز عليها وعلى وجودها أصلاً. ان ما نريد الوصول اليه هو أن كل فرد منا موهوب بالفطرة، ولكنه ولربما لا يدرك الموهبة التى تُميزه، فالله سبحانه وتعالى قد خلقنا سواسية، دون أن يُفرق بين النعم التى يُكرمنا بها، وان كان الظاهر يُخالف هذه الحقيقة، مما يعنى أنى أملك موهبة، وأنت تملك أخرى، وهذا يفعل، كما يفعل ذاك؛ لندور وسط دائرة تُكللها المواهب من كل جانب وبشكل سيجعل الحياة التى نعيشها وسطها تلك الدائرة أرقى وأفضل بكثير مما هو عليه الواقع الآن، والذى نحسب بأنه لا يُعطينا ما نريد، ولا نستطيع أخذ ما نريده منه، فى حين أننا نستطيع فعل ذلك وبكل جدارة ان كان التركيز الحقيقى على كل ما قسمه الله لنا، وميزنا به.ان موضوع المواهب أكبر من أن تحتضنه وتستوعبه صفحة الزاوية الثالثة، ولكن تظل لنا كلمة لابد وأن تُقال، وهى ما ستكون عن المواهب التى تندثر تحت ظروف قد تكون غامضة وقد لا تكون، ولكنها تظل مندثرة لا قدرة لها على الخروج؛ للتعريف بنفسها، الا ان وجدت من النفس عزيمة عالية الجودة تُحثها على ذلك، وهى تلك التى يمكن بأن تتوافر لدينا متى ضبطناها تلك النفس، وأجبرناها على تقبل ما نتمتع به من مواهب ستدركها متى التزمت بخطة شحذها ومدها بالطاقة الايجايبة المطلوبة لا تلك (السلبية) التى تجعلها تقبل بالعزلة لها مكاناً تهرع اليه متى شعرت بالتهديد. ان المواهب الفطرية التى وُجدنا فى هذه الدنيا ووجدناها معنا تحتاج الى دعم نفسى يبدأ من النفس ذاتها قبل أن نبحث عنها من الخارج؛ لأنها وان بُثت من الأعماق فستكون قوية جداً لا قدرة لأى أحد على ايقافها أو التأثير عليها مهما كانت قوته وعظمته، فى حين أن النفس المهزوزة التى تُحيط بها طاقة سلبية كهالة لا تفارقها لن تتمكن من الصمود الا لمسافة قصيرة جداً سرعان ما ستُعيدها حيث كانت، وكأنها لم تكن يوماً، وهو ما يحدث ليس لضعف تشكو منه تلك النفس، بل لقوة تتبجح بها تلك النفوس الحاقدة التى تُحيط بها، ولا ترغب لها بتذوق وادراك معنى النجاح والتألق، ولنا فى ذلك من الواقع جملة من القصص التى تأثر أصحابها بالشر الذى يُحيط بهم؛ لذا لم يتمكنوا من انهاء الرحلة وعادوا الى حيث كانوا وبكل أسف. حقيقة فان التواجد بين من يملكها العزيمة على المتابعة والثقة التى تحثه على ذلك، وبين من يفتقد اليها تلك العزيمة؛ ليمضى نحو آماله دون أن تجره ذيول الخيبة لابد وأن نقف أيها الأحبة؛ لننقذ ما يمكن انقاذه ونعنى بذلك كل من يكون بين الأول والثانى ويرغب بأن يمضى نحو الأفضل، ولكن تردعه المخاوف وتكبله دون أن تسمح له بمتابعة ما يريده، وما نريده نحن هو أن يفعل ويتابع ويتقدم؛ كى يصبح الأفضل وأفضل مما كان عليه من سبقه؛ لذا فلقد طرحنا هذا الموضوع ورغبنا بتسليط الضوء على كل من يتمتع بموهبة حقيقية تشهد حقداً يحاول تحطيم سفينته فلا يعبر الى بر الأمان، وهو الموضوع الذى نرغب ومن خلاله بالتعرف على تجاربكم؛ والطرق التى اعتمدتوا عليها؛ كى تمضوا بسلام، وتحققوا كل ما كنتم تحلمون به دون أن تتأثروا وبشكل جدى بمن حولكم ممن لا يحمل لكم من الخير أى شيء يُذكر؛ ليُذكر، وعليه فاليكم ما هو لكم أصلاً.من همسات الزاويةلربما لا تكون قد أدركت موهبتك بعد، ولكن ذلك لا يعنى بأنه يجدر بك تَقَبُل فكرة تقليص حجمك؛ لتظل كصفحة مطوية لن يُدرك ما فيها، بل وعلى العكس تماماً كن كما تريد، وأسمح للآخرين بأن يدركوا ما أنت عليه دون أن تُخفى ملامح موهبتك، التى ستفرح بها وبأنك قد كشفتها فيما بعد، وعليه فلتنطلق ولتخرج؛ كى تُفرغ ما فى جعبتك من ذاك الكثير الذى يستحق بأن يُدرك؛ لتُدرك، وليوفقك الله دائماً وأبداً.وأخيراً: بمناسبة عيد الأضحى الذى سيهل علينا الأسبوع القادم فهى أمنياتى الخالصة للجميع بقضاء عيد نسأل الله بأن يتقبل كل ما فيه من طاعات وعبادات، وكل عام وأمة محمد (عليه الصلاة والسلام) بألف خير.