14 سبتمبر 2025

تسجيل

بوصلة أفراحنا الوطنية

27 سبتمبر 2013

بوصلة أفراحنا الوطنية تتجه إلى سنة 2022م ، حين يقام المونديال على أرض قطر الغالية. ولم تنفع الدَّعاوَى الـمُغْـرِضة والتسريبات الصحفية لأخبارٍ لا تستند إلى الصحة، في تغيير اتجاهها. إلا أننا بدأنا نلاحظ منذ أسابيع انتشار المخاوف في قلوب المواطنين القطريين لشعورهم بتهديدٍ تتعرض له أفراحهم وآمالهم الوطنية المتصلة بالمونديال. أيام تفصلنا عن قرار تاريخي للفيفا بشأن تغيير موعد إقامة مونديال 2022م، وازدادت سخونة المناقشات والحملات المؤيدة والمعارضة لحدِّ أنَّ الأمرَ أصبح قضيةَ رأيٍ عامٍّ تشغل المواطنين . لا يجب علينا، كمواطنين، الإنشغال بالمخاوف، لأننا واثقون من كفاءة اللجنة المسؤولة عن الإعداد للبطولة، ومتأكدون من قدرتها على متابعة ملف الاستضافة مع الفيفا ودول العالم. وإنما علينا دَعْـمُ جهود اللجنة من خلال الصحافة والتعامل الحضاري مع مختلف الأراء، لأنَّ قطر الحبيبة، مجتمعاً وإنساناً وبُنـًى تحتية وأجهزةً إدارية وأمنية، موضوعةٌ تحت المجهر العالمي الذي يرصد كل الأمور ويحسبها علينا إيجاباً وسلباً. دور المسؤولين في دولتنا الحبيبة يختلف عن دور المواطنين، فالمسؤولون يعنيهم توفير الأسس المادية والمعنوية لإقامة البطولة وإنجاحها، وتجاوز العقبات التي تحول دون ذلك على المستوى الدولي. ورغم أنه الدور الرئيس إلا أنَّه يستند إلى عنصرٍ عظيم الأهمية هو المواطن القطري الذي يجب أن يكون سفيراً لبلاده ومجتمعه داخل الدولة وخارجها، من خلال الصورة الطيبة التي يعكسها عنهما، والتي يتضح فيها مدى تَـحَضُّرهما وتَـمَـدُّنهما والمستوى الأخلاقي الرفيع للإنسان فيهما. من جهة أخرى، ينبغي على الأشقاء العرب دعمُ جهود قطر، لأنَّ إقامة المونديال إنجازٌ عربيٌّ بالدرجة الأولى، وليس قطرياً فحسب. وكم نتمنى بروزَ ربيعٍ رياضيٍّ عربيٍّ يجمع شعوبَ أمتنا على المساهمة في إنجاح أيِّ إنجازٍ عالميِّ المستوى يعكس وحدتها والتفافها، لا على القضايا السياسية فقط، وإنما على الأحداث التي تدعم تلك القضايا دولياً من خلال بروز الإنسان العربي كصانعٍ للحَـدَث، و كفاعلٍ في تواجده تحت الشمس إلى جوار أشقائه في الإنسانية . شَـكَّلَ الفوز باستضافة مونديال 2022م، نقلةً نوعيةً في مسيرة الرياضة العربية ببصمةٍ قطريةٍ مُـمَـيَّـزَةٍ نجد مثيلاتٍ كُثْـرَ لها في كل المجالات. وهو أمرٌ ليس غريباً عن القيادة والشعب اللَّـذَيْـنِ عُرِفا بحرصهما وسعيهما لرفع شأن أمتنا وإبراز وجهها الحضاري.