12 سبتمبر 2025
تسجيلالخير والشر طريقان لا يلتقيان، فالخير طريقٌ سالك واسع فيه إنارة وعلى جانبيه أشجار وأزهار وورود وهواؤه عليل، فهو طريق آمن ونهايته مُفرحة فمن مشى عليه سَعد وفَرح في الدنيا والآخرة إن كان مؤمناً، أما الطريق الآخر الذي أسأل الله أن يُجنبنا وإياكم إياه فطريق موحش كله حفر حالك كظلمة الليل نهايته مؤسفة من مشى فيه فهو لا شك خاسر خِسراناً مُبينا، فكم هو عظيم من يحب الخير للناس ويقوم على مصالحهم دون حسد فيدخل عليهم السرور ويدخل قلوبهم بلا استئذان، بينما الآخر الشرير الذي لا يحب الخير لأحد ويقف حجر عثرة في طريقهم لا ينال سوى الذكر السيئ بينهم وكل الكره له!! وهذا ينطبق على كثير من المديرين الذين لم يحسنوا صنعاً مع موظفيهم ولم يمنحوهم حقهم الوظيفي أو تسببوا بتقاعدهم المبكر وهم في قمة عطائهم أو سرقوا أفكارهم وتسلقوا على أكتافهم؟؟وعندما يرونه لا يجدُ في قلوبهم له ذرة محبة أو أي احترام وقد لا يردون عليه حتى السلام، كذلك بطانة السوء التي تحيط بمراكز القرار وتشوش عليهم بنقل صورة مختلفة عن الواقع وتصور المواطن بأنه يملك مال قارون وإنه غير محتاج، بينما إذا كان الأمر يتعلق بهم أو بأحد من أقرباهم فيتفننون في الطلبات وفي بضع سنين يكونون من أصحاب المجمعات والعمارات والشاليهات؟؟!! فهؤلاء ترى الشؤم في وجوههم وقلة البركة فهم من الأشرار فلهذا يدعو الناس رب العالمين من أجل أن يُهيئ بطانة الخير لولي أمرهم، والعدل والظلم هما كذلك طريقان لا يلتقيان، فالعدل إذا ما بُسط في أي مكان زانه وعمت البركة والخير في أرجائه، والأمن والأمان، والعدل صفة من صفات رب العالمين والمقياس الذي يحكم به سبحانه بين جميع خلائقه، فبرغم عظمته وإنه لا حول ولا قوة لأحد عليه ولا يستطيع كائن من كان أن يجبره على العدل أو الظلم فإنه سبحانه أعدل العادلين فهذا من تلطفه وكرمه!! فجعل سبحانه آيات كثيرة تتكلم عن الوعيد ومصير الظالمين وأن الظلم ليس من سمات المؤمن فهو أقرب للعدل منه وإن الظالم مهما تجبر أو تكبر أو أصابه جنون وفنون العظمة فمصيره زائل لا محالة وسوف يُرمى في حفرة جثة نتنة، وإن أصله من نُطفه من مَنيِّ يُمنى يعلم الجميع من أين تخرج لكي لا يتكبر ويطغى في الأرض، وها نحن نرى صورا حية على الهواء مباشر لتساقط الظالمين من الذين تَجبروا الواحد تلو الآخر، فأصبحوا أثراً بعد عين وأصبحت عروشهم خاوية كأنها لم تغن بالأمس!!!!! وأين يحدث للأسف كل هذا ليس في ديار أهل الكفر أو الوثن بل في ديار الإسلام وهم يدينون به؟؟؟ فليأخذ كل ذي بصرٍ وبصيرة عبرة وإن كان ظالماً فليراجع نفسه وإلا قد يكون ظلم نفسه قبل الآخرين وليسلك الطرق الآمنة التي فيها نجاته وللحديث بقيه بحول الله وقوته................. [email protected]