16 سبتمبر 2025

تسجيل

التطور التكنولوجي... والسقوط الأخلاقي

27 أغسطس 2023

بين الفينة والأخرى نكتشف الانحلال الأخلاقي الذي يتعامل به البعض مع الآخرين، خير دليل ما ترد إلينا من رسائل نصية تحذيرية عبر الجوال تحذرنا من خطورة المواد الواردة في هذا الجهاز الصغير الذي امتلك عقولنا، وسيطر على أوقاتنا، ودمر بصرنا، حتى أصبح يلازمنا في كل مكان ويشغلنا في كل وقت يداهم تفكيرنا في الصلاة وتلاوة القرآن، ومع ذلك لن نستطيع الاستغناء عنه، متى ما فقدناه نصاب بالجنون، فهناك الجانب الحسن فيه في التواصل والمعارف والعلوم، ومع علمنا بما يرد في صفحاته من ابتزازات غير أخلاقية من خلال تسهيل عملية الاستخدام بتقنيات مستحدثة في التواصل "الفوتوشوب". إلا أنه أصبح موردًا حيويًا في حياتنا، فلم نكن نسلم من الابتزازات والسرقات المالية التي يقع فيها الكثير من الغافلين عن طريق سحب الأرصدة من البنوك، والشركات الاستثمارية الوهمية المنتشرة، والأرقام الغريبة لطلب المساعدات المالية الوهمية من شتى الدول العربية والإسلامية بهدف السرقة، وروابط مجهولة لسرقة البيانات الخاصة وغيرها، حتى يرد عبر صفحاته ورسائله النصية ما هو الأدهى والأمَرّ والأسوأ، ما يطعننا في أخلاقنا وشرفنا وديننا، أحيانًا نغضّ الطرف،، ولكن الانتشار والتحذير المستمر والتنوع في التشويه للإنسان وخلقه وأخلاقه، يدعونا إلى ضرورة المشاهدة لندرك ما يدور فيها، والتفكير والتمعن في ما يخطط حولنا خلال الاستخدام السيئ للموبايل بتقنياته المستحدثة مثل "التليغرام" الخطر القادم الذي يخترق الخصوصية بهدف الابتزاز وزعزعة الأمن النفسي والمجتمعي، وتفكيك الأسر والطعن في أخلاق وشرف أفرادها باستهداف الفئة الشبابية، والتي آخرها القدرة على تطبيق إزالة الملابس من الصور، صورة للوجه فقط ولو بالحجاب في جسد عارٍ كما ورد إلينا عبر "الواتساب" تقوم به عصابات ابتزاز ومواقع تطبيقية "بوت" وجوه بشرية حقيقية بأجساد عارية مركبة تستغل للابتزاز والوصول للهدف، والتنبيه على خطورة انتشار مثل هذه المواقع المخلة بالأدب المدمرة للأخلاق، كما هو التحذير من نشر الصور الشخصية الخاصة عبر "سوشيال ميديا " بشتى وسائله لسهولة تداولها وتغييرها شكلًا وصوتاً وهيئة ولبسًا، كم من أسرة قد تفككت أركانها، وكم منها طعنت في أخلاق أبنائها وهم في غفلة، وكم منها من ساورها الشك. إنها كارثة غير أخلاقية وذئاب بشرية تسخر نفسها ووقتها في اصطياد الغافلين، تحركها خيوط من وحل الوقاحة والدناءة الخلقية التي يتصفون بها، إنه عالم الذكاء الصناعي الذي لابد منه مع التطور التكنولوجي لا يحسن الكثير استخدامه، فيكون وسيلة للتدمير والتخريب والإساءة، حتى على مستوى الدول سياسيا واقتصاديا والسطو على معلومات سرية، لذلك انتشرت الجرائم الإلكترونية، وتجاوزت المساس بالأخلاق الإنسانية دون خوف ولا عقاب، وكثر انتشارها وتداولها في المنصات الإلكترونية، لذلك فالمراقبة والمتابعة والتأكيد على صدق ما ينشر والتنبيه ضرورة حتمية مجتمعية تبدأ بالأسرة وميادين التعليم وتنتهي بالدولة في المتابعة والعقاب لمثل هذه المنصات والقائمين عليها التي تثير الخوف والقلق وتمس الأمن في المجتمع، من خلال دور الأمن السيبراني في المكافحة والتوعية ومواجهة التهديدات وعقوبة القائمين على نشر وتفعيل الجرائم الإلكترونية التي تهدد أمن المجتمع وتقضي على كيانه وتفعيل القوانين الخاصة بالعقاب لمثل تلك الجرائم..