22 سبتمبر 2025
تسجيلمع دخول الحرب في السودان شهرها الخامس، لا تزال الأوضاع المأساوية تتفاقم هناك مع تصاعد القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مما دفع الأمم المتحدة إلى التحذير من أن هذا الصراع، الذي يستشري كالنار في الهشيم، يهدد بأن يأتي على البلد بأكمله، وقد يدفع المنطقة بأكملها صوب كارثة إنسانية. لقد بادرت دولة قطر ومنذ اليوم الأول، إلى دعوة الأطراف كافة إلى وقف القتال فورًا ومُمارسة أقصى درجات ضبط النفس والاحتكام لصوت العقل وتغليب المصلحة العامة وتجنيب المدنيين تبعات القتال، وعبرت عن تطلعها إلى أن تنتهج جميع الأطراف الحوار والطرق السلمية لتجاوز الخلافات. كما سارعت، وبتوجيهات كريمة من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى بتسيير جسر جوي من المساعدات لدعم الأشقاء في السودان، ورافقت هذه المساعدات، عملية إجلاء لعدد كبير من السودانيين المقيمين في قطر على متن طائرات الإغاثة القطرية. كما ترأست قطر بشكل مشترك الحدث الوزاري لإعلان التعهدات لدعم الاستجابة الإنسانية في السودان، حيث تعهدت بمبلغ خمسين مليون دولار أمريكي وذلك انطلاقا من مسؤولية قطر الأخوية، وواجبها الأخلاقي والإنساني تجاه الأشقاء في السودان، ومواصلة لجهودها الإنسانية والإنمائية المستمرة في السودان الشقيق. ولم يتوقف دور دولة قطر عند هذا الحد بل ظلت داعمة لكل الجهود الإقليمية والدولية الرامية لوقف الحرب، وذلك لإيمانها بأنه لا حل عسكرياً لهذا النزاع، وأن الطريق الوحيد لمعالجة الأزمة هو الحل السياسي. إن دولة قطر، انطلاقا من موقفها الثابت في دعم وحدة واستقلال وسيادة وسلامة أراضي السودان الشقيق، ورفض أي شكل من أشكال التدخل في شؤونه الداخلية، والاحترام الكامل لخيارات شعبه في الحرية والسلام والعدالة والازدهار، لن تدخر جهدا في الوقوف بجانب الشعب السوداني الشقيق حتى يتجاوز هذه الأزمة.