15 سبتمبر 2025
تسجيلما زالت هذه الشخصية موجودة في زمننا هذا بكثرة، فبرغم الحياة الكريمة التي نتمتع بها في بلدنا هذا المعطاء الكريم بفضل الله جل شأنه وتنزه عن كل نقص الذي وهبنا هذه الثروات الضخمة ومن ثم الحكومة الرشيدة، وبرغم دخول البعض وما يملكون من ثروات اللهم لا حسد بعضها يكفي لأجيال كثيرة وعلمه أنه سيتركها لغيره لا محالة من ذلك طال الزمان أو قصر! فهو يعيش للأسف حياة كسيفة حتى الزكاة لربما لا يخرجها وإذا أخرجها يصاب بألم بالبطن أو اسهال أجلكم الله ويعاني اشد المعاناة من مخاط إخراجها وقد يقتر على عائلته في الملبس والمأكل والمسكن فلا يأتي إلا بالرديء منها وفي حالة السفر هذا إذا سافر يبحث عن الأماكن الرخيصة يذهب إليها حتى ولو كانت في مثلث برمودا الذي من يذهب إليه لربما لا يعود فما دامت رخيصة لا يهم! وقد يلبس في السفر ملابس رخيصة بالية وعندما تنظر إليه ترى علامات البخل والتقتير عليه وتقول أين سوف يذهب هذا الأحمق بكل هذه الثروة لماذا هو في خصام دائم مع محفظته لا يلمسها لا في الأفراح ولا حتى في الأتراح ولا في حالات الطوارئ القصوى وكم يشق عليه ذلك؟! فالبُخل صراحةً آفة مذمومة فالبخيل لا يُصاحب لا في حل ولا في ترحال فعندما يأتي وقت الدفع تراه يتوارى عن الأنظار مثلا يذهب إلى المرحاض أكرمكم الله ويطول رجوعه حتى يُدفع الحساب من قبل اصدقائه وإن أردته عونا لك وقت الحاجة فأبشر والله بالفلس وبخيبة الأمل فيه فلا يُرجى منه خير قط، فقديما قالوا فيه إنه كقربة الماء المعلقة قد يخرج منها نقاط قليلة من الماء يأتي العصفور لكي يشرب من مائها لكن بعضها قِرب لا تُندي أي لا يخرج منها شيء البَتّة. وآخر الكلام قد يُحسد أبناء هذا البخيل أتدرون لماذا لأنه ظل طول عمره حارما نفسه وغيره من الخير وجعل من نفسه خزنة يكُدس المال فيها وفي البنوك ثم يأتي ورثته فيتمتعون بهذه الأموال الطائلة من هذا المغفل الذي حرم نفسه من كل شيء جميل! لكن يبقى أن نقول لربما يطلع الحَب على بذره في كثير من المرات والنماذج كثيرة من حولنا.