12 سبتمبر 2025
تسجيلمنذ حوالي ثلاث سنوات، وبعد زمن طويل من كتابة الروايات، فكرت في كتابة عمل جديد، مستخدما اسما آخر غير اسمي الذي يعرفه الناس، وتاركا الكاتب صاحب الاسم الذي سأستخدمه، مجهولا تماما، لن يعرفه أحد، وذلك لمعرفة ردود أفعال كنت أجهلها بلا شك،عن كتابتي، وغالبا سأراها مجسدة عن كتابة واحد لا يعرفه أحد. هذه الفكرة ليست جديدة كما هو معروف، وكثير من الكتاب في أماكن متعددة كتبوا بأسماء مستعارة، بعض الأعمال، قبل أن يعترفوا ببنوتها لاحقا، وهناك نساء خاصة في بلاد العرب، كتبن القصائد والقصص، ونشرنها بأسماء مستعارة، وكثيرا ما ترى أسماء مثل: بنت الصحراء، وبنت الموج، وراعية الظلال، وذلك خوفا من مجتمعات، ترى المرأة كائنا مسجونا في داخله، ولا تسمح بأي بوح أو إبداع ينتج منها. أيضا هناك روايات كتبت في أوروبا في القرون الماضية، وكانت تحمل أنفاسا معطوبة، وقدرا كبيرا من سوء الخلق والفضيحة، وربما تمس المجتمعات في صميم عاداتها وتقاليدها، في ذلك الوقت القاسي من أوقات أوروبا، ولم يستدل أحد على مؤلفيها قط، وهناك روايات مشهورة، ما زال الناس يخمنون، ويقترحون لها كتابا، ولا أحد يعرف بالتحديد. وكنت قرأت كتابا أعده صحفي ألماني، يتحدث عن محاكمات الكتاب، أو وقوف الكتاب أمام محاكم التفتيش في أوروبا، وما نالوه من الأحكام بسبب الكتابة، ومنهم من نال أحكاما بالإعدام. المهم، وباستشارة أصدقاء لي، يتابعون ما أكتبه، أكدوا بأن الأوان قد فات على التخفي، فكل الذين فعلوا ذلك، ونشروا كتبا بأسماء مستعارة، ومنهم الكاتب المعروف: استيفن كينج، فعلوه في سن مبكرة، وحين كانت أساليبهم الكتابية ما زالت خطوطا عريضة، تجرب الوقوف، بحثا عن قامتها المستقلة، ولن يأتي واحد قضى وقتا في الكتابة، وجرب وانتهى، ليكتب باسم آخر، متوجها لقارئ ربما يكتشفه من الصفحة الأولى، وحقيقة لكل كاتب قديم، استخدامات معينة للغة، له لفتات ووقفات، وإيماءات، ودروب يسلكها وحده، وأي قارئ من قرائه، لا بد يعرف قوته وضعفه، وهناك قراء مبدعون حقيقة، يمكنهم أن يتخيلوا مواقف داخل النصوص التي لم يقرأوها بعد، ويصدق خيالهم.