16 سبتمبر 2025

تسجيل

انتصار غزة.. رسائل الداخل والخارج

27 أغسطس 2014

لاشك أن اتفاق وقف اطلاق النار "الثابت وطويل الامد" الذي وقعته القيادة الفلسطينية أمس مع اسرائيل، هو "انتصار للمقاومة"، و"انتصار لغزة الصامدة" بعد 50 يوما من العدوان الاسرائيلي المتواصل على القطاع وسكانه الأبرياء مما اسفر عن استشهاد 2138 فلسطينيا على الاقل. إلا أن لهذا الانتصار أكثر من معنى وأبلغ من رسالة، سواء على صعيد المواجهة مع الاحتلال، أو على صعيد الوحدة الفلسطينية، أو على صعيد دعم القضية الفلسطينية عربيا ودوليا، خاصة في الأوقات الصعبة والعسيرة التي يختل فيها ميزان القوة، وتتشابك خلالها المصالح الخاصة بالأهداف المعلنة.فعلى صعيد دعم القضية، لاشك أن الدور القطري، مسنودا بالدور التركي، كان له الفضل في دعم المقاومة وصمودها، بل وفي تبني مطالبها المشروعة التي اتحدت حولها جميع الفصائل الفلسطينية، وقد كانت لقاءات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، الثنائية والجماعية مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والسيد خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" حاسمة ومهمة ومؤثرة على صعيد تحقيق هذا النصر المعنوي والمفصلي في تاريخ المواجهة الفلسطينية مع الاحتلال.أما على صعيد الوحدة الفلسطينية، فيكفي صمود جبهة المصالحة الفلسطينية وحكومة الوحدة الوطنية، التي كان ضربها وتفكيكها هدفا رئيسيا من بين أهداف هذا العدوان، وجاء تماسك هذه الجبهة فاعلا ومؤثرا على مسار المفاوضات مما ساهم في توازن المعادلة السياسية، ومنح الوفد الفلسطيني ثقلا كان بأشد الحاجة إليه في هذا الظرف الدقيق من تاريخه.وعلى صعيد المواجهة مع الاحتلال، لاشك أن هذا العدوان خلق وضعا جديدا، سيكون له مابعده، وقد انطلقت مؤشرات المرحلة الجديدة من الدوحة، حيث تم التفاهم خلال اللقاء الأخير الذي جمع حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى مع الرئيس محمود عباس والسيد خالد مشعل بشأن التحرك للحصول على قرار أممي لتحديد سقف زمني لإنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطين المستقلة وفق حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.