14 سبتمبر 2025

تسجيل

302 (كلمات ولكن..)

27 أغسطس 2013

الأثر هو كل ما يُخلفه التأثر، والتأثر هو كل ما يدل على تمكن الوضع منا، ونحن من يمكن بأن نتأثر بكثير من الأشياء مهما كان حجمها كتلك التي تُدعى (كلمات)، الكلمات التي تترك عظيم الأثر في قلوبنا وإن لم ندرك ذلك في حينه ونعترف به. لقد بدأت مقالي هذا وأنا متأثرة جداً بكلمات علقت في رأسي واقتحمت أفكاري؛ لأنها لم تكن عادية، ولا يُعقل بأن تكون كذلك، خاصة وأن كل كلمة منها كانت بالنسبة لي كـ (حكمة جديدة) لابد وأن تجد لها حيزاً في أعماقي، وقمة العقل بأن نسمح لمثلها تلك الكلمات بأن تكون، فكل الخير يطل منها، وهي الأحق بأن نفتح لها المجال؛ كي تكون كما ذكرت سلفاً. لربما تختلف الكلمات التي تتردد علينا، ونسمعها كل يوم، ولكن ذلك لا يعني بأنها لا تحمل من الأثر ما يمكن بأن يُغير حياتنا، فالحقيقة التي قد نرفضها أحياناً هي أن للكلمات تأثيرها، الذي ومن الممكن بأن لا يظهر في العلن، ولكنه يقوم بمهمته في الخفاء، وسرعان ما نجد تحولاً عظيماً في حياتنا؛ بسببها تلك الكلمات، التي نكتشف مع الوقت أن الانطلاقة الحقيقية كانت منها وبسببها فعلاً وإن لم ندرك ذلك منذ البداية المُطلقة. الحديث عن الكلمات لا يدور حولها (تلك الكلمات التي سبق وأن تأثرت بها) تحديداً، ولكنه يدور حول الأثر الذي خلفته، وحملني وبشدة على تغيير مساري، خاصة وأن الرؤية قد صارت ضبابية ولبعض من الوقت، ولكنها عادت وبفضل من الله أولاً إلى سابق العهد، ومن بعده تلك الكلمات، التي وإن اختلفت من فرد لآخر إلا أنها ستظل ذات قيمة عالية، وقدرة أعلى على التوجيه والتغيير، وهو ما نبحث عنه في حياتنا حين نبحث عن الأفضل، الذي لا يكون إلا إن كان التوجيه؛ ليأتي من بعده التغيير، وهو كل ما يمكن بأن نفوز به إن وجدنا تلك الكلمات التي ستفعل كل ذلك. لاشك بأننا نسمع الكثير من الكلمات وبشكل يومي، ولا تكاد الساعة من اليوم لتمضي دون أن تنطق بكلمة يمكن بأن تحافظ على قوامها فتظل كما هي (كلمة)، ويمكن بأن تتمرد على طبيعتها؛ لتصبح (لكمة) تُسَدد دون أن تُسدي أي معروف يمكن بأن يُحسب على المعروف نفسه، وهو ما يجعلنا لا نفكر بها من زاوية سليمة ولكن من زاوية مريبة تجبرنا على صد القادم وإن كان يحمل لنا من الخير ما يكفي؛ لتتغير معه الحياة للأفضل، وهو ما يكون منا بدافع الخوف من تأثير كلمات بسيطة جداً وعظيمة جداً يمكن بأن تقلب حياتنا؛ لنتقلب معها ولا ندرك ما يجدر بنا فعله رغم أنه من أسهل ما يكون، ويمكن بأن نتعرف عليه من خلال ما سيرد بعد هذه الكلمات. أيها الأحبة لربما يكون منا من قد بلغ هذا الجزء من المقال وهو يفكر: كيف يمكنني تقبل الكلمات إن كانت لكمات من الأصل، وهل من الأفضل بأن أتجاوزها؛ لأتابع حياتي؟ ونقول له أيها العزيز: خذ كل الكلمات كما تصل إليك، ثم قسمها بين ما يهمك ويخصك ويمكنك معالجته؛ ليضيف لك وعليك وعلى حياتك ما يُمكن بأن يجعلها أفضل وإن لم يكن ليخرج عن إطار البسيط والمتواضع، ودع عنك ما لن يفعل ما سبق، ويكفيك ما أخذته؛ لأنك وإن لم تفعل وحرصت على التدقيق بكل كلمة مرت عليك دون أن تستفيد من تلك التي يمكن بأن تفيدك، فلن تصل لشيء سوى وصولك إلى نهاية المطاف وأنت لا تملك من الإنجازات ما يمكن بأن يُحسب لك، وهي تلك التي كان من الممكن بأن تقوم بها متى أدركت بعض الكلمات التي تحمل في قلبها الكثير من النصائح، التي كان من الممكن بأن توجهك نحو الصواب، الذي نريده لك دون شك، تماماً كما كان هو الوضع ذاته معي، وتمكنت من الاستفادة منه، بفضل ما قد تلقيته من كلمات كان لها عظيم الأثر في حياتي. لاشك هناك المزيد في جعبتي، غير أنه ما سيلتقي بكم في المرة القادمة إن شاء الله، وحتى يحين ذاك الحين فليوفق الله الجميع، وليرحمك الله يا أبي. كلمة لابد منها: إن لم تكن قد سمعته فلا تصدقه أبداً، واللبيب بالإشارة يفهم.