10 سبتمبر 2025
تسجيلكن بسيطاً، فإن البساطة بذاتها جمال، البساطة منتهى التأنق، البساطة هي في الواقع وفي كثير من الأحيان علامة على الحقيقة، ومعيار للجمال، الصدق، والإخلاص، البساطة والتواضع، والكرم، وغياب الغرور، والقدرة على خدمة الآخرين وهي صفات في متناول كل نفس وهي الأسس الحقيقية لحياتنا الروحية، انزل برغباتك إلى مستوى دخلك الحالي، وارتفع بها فقط عندما يسمح لك بذلك دخلك المرتفع، ينبغي أن نبسّط كل شيءٍ بقدر الإمكان، ولكن دون أن نفرط في تبسيطه. اجعل البساطة هي التي تحكم، لقد اقتنعت أكثر من أي وقت مضى بحقيقة أن السيف لم يكن هو من فاز بالمكانة للإسلام في تلك الأيّام، بل كانت البساطة والاحترام الدقيق للعهود، سجادة خضراء من العشب أو إبر الصنوبر الإسفنجية أحب إلي من سجادة فارسية فخمة، البساطة أم الفضائل، الإبداع تسوده البساطة، الحقيقة لا تقول أبداً ما لديها ولا تكشف عمّا لديها من لطافة الروح إلا في جو من البساطة، معظم الناس لا يرون أنفسهم مبدعين وذلك لأنهم يربطون الإبداع بالتعقيد ولكن الإبداع هو البساطة، البساطة أصعب بكثير من التصنع لذا أنا أحترم البسطاء. جمال الحياة من البساطة كن بسيطاً وتخفّف من ثقل كل شيءٍ لا يعنيك، اسمح للبهجة أن تغمرك في كل لحظاتك، وحدك تعرف ما يسعدك ويفرحك لا تتنازل عن ذلك، كن على إيقاع الفرح، وتذكر أن الفرح بسيط وحقيقي عندما تكون على طبيعتك، ولكنّك لن تشعر به إن كنت تتظاهر به الفرح فطرة ونقاء، قدرتك على الصمت الجميل، تعني أنّك رائعٌ في إدارة ذاتك، منشغل بصناعة عالمك، تعي ما يدور داخلك وخارجك، بسيطٌ في كل تفاصيلك، بين الجمال والبساطة علاقة أزلية، فكلما زادت البساطة زاد جمال الحياة.. والبساطة هي طبيعية وتلقائية ونقية، كل ما في الحكاية أن أرواحنا اشتاقت للبساطة، كاشتياق المغترب لموطنه، تلك البساطة التي ينطق بها كلّ شيء، البساطة هي الفرح الغائب، أعيدوا إحياءها لتعود أفراحها … لا نحتاج كلّ هذا التصنيع والتحديث لكلّ شيء؟ لنكن على ثقة بأنّ البساطة وترك العادات المظهرية والشكليات هي بداية ظهور الوجوه المدهشة والجميلة حقاً للأشياء. الإيقاع الذي لا يسعدك يذكّرك بأن تعود لبساطتك، التعقيدات والانقباضات هي وحدها التي تبعدك عن ذبذبات السرور والراحة والجمال. فوائد البساطة من فوائد البساطة هي خلق مساحة للهدوء والسلام، اذ يمكننا بكل بساطة التخلص من الأشياء الزائدة التي تملأ غرفتك وخلق مساحة للهدوء والسلام والتأمل، كما أن البساطة في الحياة تعطيك الكثير من الحرية لأن تراكم الأشياء حولك في كل مكان يخلق الشعور بالاختناق والقيد والاكتئاب، ولو جربت ذات مرة أن تتخلص من الأشياء غير الضرورية من حولك مثل التحرر من الجشع والديون والهوس والإرهاق، كما ان البساطة تمنحك الفرصة للتركيز على الصحة والهوايات، حيث أن عجلة الحياة الدائرة بلا رحمة لم تجعل لنا وقتاً للاهتمام بهذه الأمور على الرغم من أهميتها القصوى، وذلك بالذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية أو ممارسة اليوجا أو قراءة كتاب جيد أو السفر أو قضاء وقت ممتع مع الأطفال، افعل كل ما تحبه ولا تذهب إلى التسوق للحصول على مزيد من الأشياء وإهدار المال في أشياء غير ضرورية، كما ان البساطة تساعدك على التركيز أقل على الممتلكات المادية لأن كل الأشياء التي نحيط أنفسنا بها هي مجرد إلهاء، نحن نملأ الفراغ بأشياء مادية، لأنه لا يمكن للمال شراء السعادة لكن يمكنه شراء الراحة، وعند امتلاكك للمال تفكر في كيفية استغلال هذا المال من أجل التمتع بهذه الحياة البسيطة، والبساطة تمنحك المزيد من راحة البال لأنه من خلال تبسيط حياتك، وانتهاج أسلوب حياة البساطة يمكنك أن تفقد ارتباطك بأشياء اقتنيتها وفي النهاية تخلق عقلاً هادئاً ومسالماً، فكلما قلت الأشياء التي يجب أن تقلق بشأنها، زادت سلامتك، والأمر بهذه البساطة، والبساطة هي سر السعادة بالتخلص من الفوضى في حياتك، تأتي السعادة بشكل طبيعي لأنك تنجذب نحو الأشياء الأكثر أهمية، وترى بوضوح الوعود الكاذبة في كل الفوضى، إنها مثل درع مكسور ضد جوهر الحياة الحقيقي وستجد أيضاً أنك اكتسبت مزيدا من السعادة، والبساطة بكل بساطة تمنحك المزيد من الثقة لأن أسلوب الحياة البسيط بالكامل الفردية والاعتماد على الذات يعزز ثقتك في سعيك وراء السعادة. البساطة من التواضع التواضع يجعل الناس يتصرفون بتلقائية وعفوية دون تجمل أو ذرة من كبر، ولذلك ثماره كبيرة على صاحبة وعلى من حوله؛ ودوماً يعطّر البيئة المحيطة بنسائم إيجابية لمن حوله، ومن شعر أن نفسه تحمل ذرة من الكبر عليه أن يبادر لتشذيب سلوكياته ليتواضع، وأنا شخصياً أنصح بزيارة المستشفيات وخصوصاً غرف الطوارئ واﻹنعاش ومرضى السكري ومبتوري اﻷعضاء ليعرف المتكبرون نهاية اﻹنسان والعذاب وقدرة الله تعالى، والمفروض أن اﻹنسان إذا زاد علمه وكثرت أمواله وإرتفع مقداره يتواضع أكثر ليشكر النعمة الربانية التي حصل عليها كي تدوم ﻷن بالشكر تدوم النعم، فكل الناس سواسية والعطاء والرزق ربانياً لا بشطارة العبد، كما ان التواضع من مكارم اﻷخلاق التي تؤدي لردود فعل إيجابية ويذيب كثير من أمراض القلب كالحقد والحسد، فيجعل الفقير يغبط الغني على ماله، ويجعل المريض يغبط صحيح الجسم على صحته، ويجعل المرؤوس يحترم رئيسه، ولهذا فكلما زاد اﻹنسان علماً زاد تواضعاً، وما يكبر أجلكم الله تعالى إلا الفارغون، المسؤول المتواضع يحظى بمحبة مرؤوسيه، فتراه يجلس معهم ويشعرهم بأهميتهم، ويتناول اﻷطعمة والشراب معهم، ويبادر لحل مشاكلهم ويسمع لهم فيدخل قلوبهم من أوسع أبوابها، وكنتيجة لتواضعة يغبطونه لا يحسدونه، المطلوب أن يدرك كل الناس أن التواضع سمة محمودة وتنعكس باﻹيجاب على صاحبها وعلى المجتمع برمته، والكبر والغرور مرض يقتل صاحبه ويخلق له كره الناس أو على اﻷقل إمتعاضهم وعدم رضاهم، بصراحة: التواضع لله والكِبَر والغرور مرض، والتواضع والبساطة ثقة بالنفس وشكر للنعمة، بيد أن الغرور جحود يقتل صاحبه، ولن يدخل الجنة من كان عنده ذرة من كبر. فلنبادر لنكون زاهدين ولنتواضع لله ليرفع قدرنا. كسرة أخيرة يقال أن ما يبدو لنا اليوم مستحيلاً.. سيصبح غدا غاية في البساطة والتناسق، وللسعادة رافدان أزليان: البساطة والطيبة، ولنا في رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم قدوتنا في الحياة أسوة حسنة على الرغم من مسؤولياته كرسول، معلم، رجل دولة، وقد اعتاد محمد، صلى الله عليه وسلم،ان يحلب معزته بيديه الشريفتين، يصلح ملابسه، يرمم حذاءه، يساعد فى أعمال المنزل و يزور الفقراء والمرضى، ولقد ساعد أيضا صلى الله عليه وسلم صحابته في حفر الخندق بنقل الرمل معهم... كانت حياته نموذجا مثاليا للبساطة و التواضع، وأحبه الصحابة، واحترموه، ووثقوا فيه الى اقصى حد. وعلى الرغم من ذلك كله استمر في التأكيد على أن العبادة يجب ان تكون لله وحده و ليس له شخصيا، وقال انس رضي الله عنه، احد صحابة الرسول، انه لم يكن هناك انسان أحبوه أكثر من النبي، صلى الله عليه و سلم، وبالرغم من ذلك لم يسمح لهم بالوقوف له عند دخوله عليهم كما يفعل الناس مع عظماء القوم، كم أنت بسيط ومتواضع يا رسول الله عليه افضل الصلاة والسلام. الكاتبة الصحفية والخبيرة التربوية [email protected]