21 سبتمبر 2025

تسجيل

سياسات دول الحصار تهدد المنطقة

27 يوليو 2018

التطورات الأخيرة في المنطقة تؤكد أن سياسات دول الحصار هي السبب الرئيسي للأزمات، بل أضحت تلك السياسات المتخبطة المهدد الأول لمستقبل تلك البقعة الهامة من العالم. ولم تعد الاضطرابات مقتصرة فقط على الجوانب السياسية أو الأمنية، بل امتدت كذلك للعصف بالمقدرات الاقتصادية والتنمية والتقدم. دول الحصار تثبت كل يوم أنها غير مكترسة بأمن واستقرار ورفاهية هذه المنطقة، وكأنها تسعى متعمدة إلى تخريبها من خلال التصعيد في كافة الملفات، بداية من الحرب في اليمن التي خلّفت آلاف الضحايا وملايين المشردين والمرضى، ومرورا بسياساتها تجاه مختلف دول الشرق الأوسط، وانتهاءً بحصار قطر الذي يقضي على أي أمل في استقرار منطقة الخليج والدول المجاورة لها. تعمد دول الحصار لتأزيم كل هذه الملفات، يتجلى في رفضها للحوار والجلوس على مائدة المفاوضات لحل أي مشاكل أو قضايا بينها وبين الدول والأطراف الأخرى. وتلك السياسة لا تخدم على الإطلاق إلا جهات وأطراف ترغب في تفتيت المنطقة وإشعالها أو إدخالها في دوامة من الاضطرابات وعدم الاستقرار، بما يقضي على منجزاتها السياسية والأمنية والاقتصادية التي يشهد بها القاصي والداني. ويرى كثير من الخبراء أن استمرار سياسات دول الحصار في إشعال الأزمات سيقضي على طموحات شعوب المنطقة في الاستقرار والتنمية بالمستقبل القريب،خاصة مع إصرارهم على تعميق الفجوات والخلافات ليس فقط بين دول الخليج، وإنما أيضا بين كافة الدول العربية، وهو أمر بالغ الخطورة ينبغي تداركه والتصدي له ، ليس فقط على المستوى الإقليمي وإنما كذلك على المستوى الدولي.