20 سبتمبر 2025

تسجيل

نحو موسم حج بلا متاعب

27 يوليو 2017

التجربة القاسية والمؤسفة التي عاشها معتمرونا خلال عمرة رمضان بعد الحصار الجائر المفاجئ الذي فرض على قطر، يجعل مخاوف حجاجنا قبل سفرهم مشروعة من تكرار تلك المضايقات، ويستدعي ضمانات واضحة من السلطات السعودية بعدم تعرض حجاجنا لأي متاعب أو تربص.فلا شك أن أداء فريضة الحج حق مكتسب وأصيل لكل المسلمين في كل أنحاء الأرض وليس فيه منة من أحد؛ وواجب أصيل أيضا على السلطات السعودية أن تقدم كل التسهيلات والضمانات لسلامة الحجاج باعتبارهم ضيوف الرحمن، حسبما تقضي أبسط قواعد الأخلاق وقيم الشهامة والمروءة العربية .ورغم أنه لم يتبق سوى أيام قليلة لمغادرة حجاجنا إلى الأراضي المقدسة حسب البرنامج الذي تم وضعه من قبل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، فإن أصحاب حملات الحج القطرية يعيشون حالة من الضبابية والتخوفات بشأن مستقبل حجاجنا في حالة سفرهم، خاصة في ظل صدور بيان غامض وعلى استحياء من وزارة الحج السعودية يرحب بسفر حجاجنا، دون أن يعقب ذلك إجراء عملي بفتح قنوات اتصال مباشرة بالجهات المختصة في قطر، أسوة بما كان يحدث كل عام. مما جعل الأمر يبدو وكأنه نوع من اللعب السياسي ومحاولة لإقناع العالم العربي والإسلامي بأن السلطات السعودية لا تمنع حجاج قطر .إن المضايقات والعراقيل السعودية للقطريين على أراضيها ليست افتراءات، بل إنها حقائق دامغة وثقتها ورصدتها اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، وأكدت استمرارها بالرغم من تعهّد السلطات السعودية بتسهيل إجراءات أداء مناسك الحج، ونحسب أنه في ضوء ذلك يجب على السلطات السعودية إذا كانت جادة بالفعل في استقبال حجاجنا أن تقدم تعهدات واضحة أمام العالم الإسلامي والمجتمع الدولي بعدم تكرار تلك المضايقات التي جرت خلال موسم العمرة؛ فضلا عن تسهيل استخدام حجاجنا للبطاقات الائتمانية في الأسواق والبنوك السعودية.إن المسؤولية الأخلاقية والواجب الديني يحتمان على السلطات أن تسمو بسلوكياتها مع جلال وعظمة موسم الحج وفلسفة مناسكه ودلالاتها الإنسانية الراقية، وعدم الزج به في أتون الخلافات السياسية لإرباك ضيوف الرحمن، نريد موسم حج نظيفا بلا متاعب.