11 سبتمبر 2025

تسجيل

إلى طفل شهيد

27 يوليو 2016

أيها الإرهابي الصغير، أيها المندس، يا عدوّ الجميع، وأنت تتبلّل بغيث الطائرات؛ وتنام إلى حين، أيها المشاغب العفيّ، المبتسم في وجه الموت والقصف والطائرات، وتهمة الإرهاب الأبدية. هذا جزاء ما اقترفت يداك، من التراب وإلى التراب، نم هنا، وانتظر حساب يوم الحساب، يوم العرض على الواحد الديّان. قل مرافعتك أمام الحق، والعنا جميعًا، سنصفق لك بالتأكيد، وأيدينا في الأصفاد، وننتظر محاسبة المتفرّج الذي صفّق للجميع، وهتف للجميع، وداس عليه الجميع. دمنا ماء، وشهداؤنا قتلى، وقبورنا بطون الهوام، وندامانا بنات الحزن، وليلنا طويل.يا صغيري؛ يا إرهابيّنا الجليل؛ هل كنت "عطشان" عندما لمعت القنبلة أمام عينيك؟ هل أعطوك الوقت لتقضي حاجتك؟ هل كنت نائمًا وحلمت بطعامٍ لا يشبه طعام المحاصرين؟ وهل وعدك أبوك أن يذهب إلى السوق ويشتري لك الحلوى الرخيصة، حلوى الفقراء؟ وهل قتلوك يا أيها الولد الآثم قبل أن "تتهجّأ فلسطينك" كما نعى الدرويش يومًا محمد الدرة؟ وقبل أن تهرب إلى أرضٍ جديدة، يعدونهم فيها بالمنّ والسلوى، وملاعب ومراجيح. كنت أشرف منّا، وأنبل منّا، نحن الذين نسكن البعيد، هنا وهناك، نجيد الفرجة والتحليل، وتقليب "الريموت كونترول" على المشاهد المؤسية. أيها الجرح الذي لا يندمل، والأسى الذي لا يشيخ. ولكن تعال؛ قل لي ما اسمك؟ تخيّل أنني أحدثك حتى الآن ولا أعرف من أنت؟ جاسم المحمد؟ قيس العلي؟ حمزة؟ خالد؟ حسن؟ عمر؟ … وإذًا؟ كيف حاكموك دون أن ينادي عليك في المحكمة منادٍ يحمل "صينية" الشاي وفوق أذنه قلم رصاص؟ يا أخي لو حاكموك وهم في الطائرة، يتتبعون الهدف المرصود؟ معقول أن تظل بلا اسم هكذا. ثمة أغنية تقول إن أسماءنا موجودة في عيوننا؟ ولكنّك لا تريد النظر إليّ. بـالله عليك انظر إليّ، يا أخي "لا تتدلّل علينا"، انظر لأقطف اسمك من جنّة عينيك. سأسميك ذا الرداء الأحمر، وأغنّي لك "يا بو الثويب أحمر" أو "أبو الأحمر جنّنني" كما يكتبون على سيارات طريق منبج - حلب. اسمع؛ احكِ معي، والله سأشتري لك ما تريد: أقلام – نظارات - سيارة تمشي بالبطاريات - بالونات - عصير – آيس كريم.. أي شيء، أيّ شيء. قم أيها البطل الشهيد شجرًا في وجه الريح والقصف.