14 سبتمبر 2025

تسجيل

فوائد أخرى للقراءة

01 فبراير 2017

في صغري كنت قارئًا نهمًا، وفي المرحلة الإعدادية ملّت من كثرة استعاراتي أمينة المكتبة، ولكنّ القراءة فيما بعد صارت تعني لي شيئًا إضافيًّا. منذ أن بدأت مكتبتي الشخصية تكبر في خزانة وأرفف. في سوريّة -سقى الله- كنت أدّخر شيئًا من الراتب الشهري، فأدسّ الورقة النقدية في كتابٍ ما، وحين أحتاج إليها أنسى موضعها، فأفتّش الصفحات وأقلّب الكتب، تستوقفني أفكارٌ وعبارات وحكايات تأخذني من غرضي الذي من أجله بدأت القراءة، وفي مرات كثيرة أنسى أنّي وضعت "مصاري" زمنًا، ثمّ أجدها فجأة حين أقلّب كتابًا، فأجد المال، في لحظاتٍ لا توصف، بهذه النعمة التي هبطت عليّ من السماء.وكان عندي صديق من نوع "جابر عثرات الكرام" يزورني كثيرًا، ويتصفح معي مجموعة من الكتب، وحين يغادر البيت يتّصل بي قائلًا، أعجبني كتاب كذا، أرجو أن تقرأ الصفحة كذا، فإنّ ما فيها مهمّ، وحين أفعل أجد مبلغًا ما، فأشكره لهذه اللفتة.وحباني الله بزميل عزّ نظيره، ألجأ إليه آخر الشهر، فأقول له: ماذا بشأن الهمزة المتوسطة، فيضع 500 ريال في الكتاب المدرسي، ويسألني: "عايز همزة تانية" وحين أعيد المبلغ عند قبض الراتب، أدسّ المال في الكتاب المدرسيّ وأقول له: "هناك تدريب في الكتاب لم أفهمه".**منذ أسبوعين تقريبًا أضعت بطاقة الإقامة، والبطاقة الصحية، وبطاقة الصرّاف الآلي، وانتابني قلق شديد لضياع الهويّة، وكدت أن أذهب إلى الشرطة للتبليغ، لولا خوفٌ قديم من مراجعة الشرطة. وبالأمس خطر لي أن أتصفح مقدمات لروايات عربية، وفي الرواية العاشرة تقريبًا، وجدت البطاقات الضائعة داخل الكتاب.*ضعوا أشياءكم المهمّة في ثنايا الكتب، وابحثوا عنها، فستقرأون مثلما قرأت، ولا تخافوا اللصوص، فاللصوص لا يقرأون.