06 نوفمبر 2025
تسجيلثمة تصعيد خطير وغير مسبوق تفجر فى المسجد الأقصى خلال الساعات الماضية؛ ففي خطوة نادرة للغاية، دخلت الشرطة الإسرائيلية صباح أمس إلى المسجد للاعتداء على فلسطينيين تحصنوا فيه وطردهم منه؛ بعد أن تصدّوا سلمياً لاقتحام يهود متشددين ومعهم وزير أكثر تشددا لباحات المسجد. وذلك في تحد سافر لمشاعر المسلمين في كل بقاع الأرض؛ وليس في مدينة القدس وحدها. نحن أمام فصل جديد من مسلسل التهويد الخطير الذي تمضي في تنفيذه حكومات إسرائيل جنباً إلى جنب مع خطط الاستيطان وقضم الأراضي وسرقتها لصالح موجات الاستيطان البغيض؛ وهو أمر غاية في الخطورة وينذر بتفاقم الأزمة والدفع بها إلى مواجهات دامية؛ ويدفع بالمنطقة نحو موجة عنف أكثر شراسة وضراوة يتحمل قادة وحكام تل أبيب وحدهم تبعاتها؛ كونها تغذي الصراع الديني والتطرف وعدم الاستقرار في المنطقة. لا شك أن تلك الاعتداءات الإسرائيلية فضلا عن كونها تمثل خرقا مفضوحا للقانون الدولي فإنها استفزاز لمشاعر الأمة الإسلامية، وانتهاك صارخ للقرارات والمواثيق الدولية ذات الصلة. وعلى إسرائيل المسؤولية الكاملة عن تبعات استمرار هذه الاعتداءات الإسرائيلية الممنهجة بحق المسجد الأقصى. وأمام تلك التداعيات الخطيرة التي يتعرض لها (أولى القبلتين وثالث الحرمين) نحسب أن المسؤولية الوطنية تحتم على قادة الفصائل الفلسطينية رص صفوفهم؛ وتجسير هوة الخلافات بينهم؛ والانفتاح بنوايا صادقة على مشروع المصالحة الوطنية المعطل منذ سنوات؛ فاللحظة خطيرة وتداعياتها أشد خطورة. كما أن المجتمع الدولي وخاصة مجلس الأمن، مطالب اليوم أكثر من أي وقت مضى بالخروج عن صمته؛ وتحرير عقدة لسانه من سياسات التدليس على جرائم الاحتلال على مدى أكثر من ستين عاما؛ والانتصار للشرعية الدولية بتحمل مسؤولياته تجاه وضع حد لهذه الانتهاكات الإسرائيلية الخطيرة والمتكررة ضد الأماكن المقدسة. الأقصى يستغيث لإنقاذه من بين أنياب الاحتلال؛ ومعه واحدة من أهم وأبرز صفحات تاريخنا الإسلامي؛ وهو ما يستوجب تحركا إسلاميا واسعا وفاعلا على الساحة الدولية لتلبية نداء الأقصى؛ بعيدا عن صيحات الشجب وبيانات الإدانة والاستنكار؛ التي ثبت على مدى العقود الماضية أنها وعدمها سواء!!