12 سبتمبر 2025

تسجيل

منزلة الاعتصام

27 يوليو 2014

يطلق الاعتصام بالله ويراد به: الاستمساك بالشيء، وأصل العصمة: الحبل، وكل ما أمسك شيئًا فقد عصمه، وأعصم الرجل بصحابه إعصامًا إذا لزمه ولاذ به. والاعتصام بالله جل وعلا حفظ للمرء، وصيانة للنفس، وحماية للدين، وأمن من المخاوف، وضمان من المخاطر، ونجاة من المهالك، ونصرة على الأعداء، وحرز من الألداء. وهو نوعان: - اعتصام بالله- اعتصام بحبل الله قال الله تعالى: {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا} [آل عمران: 103] وقال: {واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير} [الحج: 78]. والاعتصام افتعال من العصمة، وهو التمسك بما يعصمك، ويمنعك من المحذور والمخوف، فالعصمة: الحمية، والاعتصام: الاحتماء، ومنه سميت القلاع: العواصم، لمنعها وحمايتها.ومدار السعادة الدنيوية والأخروية على الاعتصام بالله، والاعتصام بحبله، ولا نجاة إلا لمن تمسك بهاتين العصمتين. فأما الاعتصام بحبله فإنه يعصم من الضلالة، والاعتصام به يعصم من الهلكة، فإن السائر إلى الله كالسائر على طريق نحو مقصده، فهو محتاج إلى هداية الطريق، والسلامة فيها، فلا يصل إلى مقصده إلا بعد حصول هذين الأمرين له، فالدليل كفيل بعصمته من الضلالة، وأن يهديه إلى الطريق، والعدة والقوة والسلاح التي بها تحصل له السلامة من قطاع الطريق وآفاتها. والاعتصام بحبل الله يوجب له الهداية واتباع الدليل، والاعتصام بالله، يوجب له القوة والعدة والسلاح، والمادة التي يستلئم بها في طريقه، ولهذا اختلفت عبارات السلف في الاعتصام بحبل الله، بعد إشارتهم كلهم إلى هذا المعنى. فقال ابن عباس: تمسكوا بدين الله. وقال ابن مسعود: هو الجماعة، وقال: عليكم بالجماعة، فإنها حبل الله الذي أمر به، وإن ما تكرهون في الجماعة خير مما تحبون في الفرقة.