17 سبتمبر 2025
تسجيلشهد قطاع غزة القابع تحت العدوان الإسرائيلي لأكثر من ثلاثة أسابيع، أمس هدنة إنسانية دامت 12 ساعة، وحظيت هذه الهدنة بتشجيع من كافة اللاعبين الأساسيين في هذه الأزمة، حيث رحبت كل من قطر وتركيا، بالهدنة، وأكدتا التزامهما بمواصلة العمل الجاد من أجل التفاوض لوقف اطلاق النار بين جميع الأطراف، والتنسيق بهذا الصدد مع الامم المتحدة والولايات المتحدة الامريكية والشركاء الدوليين. وهو نفس الموقف الذي أكدت عليه المجموعة الدولية التي اجتمعت أمس في باريس بمشاركة سعادة الدكتورخالد بن محمد العطية، وزير الخارجية. الهدنة الانسانية التي شهدتها غزة أمس، كشفت صورا مرعبة، وواقعا يندى له الجبين، مما يؤكد أن ما أقدمت عليه اسرائيل هذه المرة لايمكن توصيفه بأقل من جريمة حرب مكتملة الأركان، ومن ثم فإن أي حديث عن هدنة إنسانية، أو حصول توافق وإجماع دولي على تمديدها، لايمكن أن يكون بديلا لحل عادل للوضع المعقد في غزة، وهي مسألة ألمح إليها أمس وزير الخارجية الأميركي، السيد جون كيري، عندما قال إنه بقدر مايتفهم عدم توقيع اسرائيل على وقف اطلاق نار من دون حسم مسألة الانفاق، فبالطريقة ذاتها "لا يمكن ان يقبل الفلسطينيون وقف اطلاق نار اذا لم يؤد سوى الى تثيبت الوضع الراهن". حقيقة "الوضع الراهن"، أنه هو مكمن الخلاف بالنسبة للفلسطينيين، واصحاب الضمائر الحرة، لايمكن أن يبقى الوضع في غزة قبل العدوان، على ماهو عليه بعد العدوان، لايمكن لشعب ضحى بأكثر من ألف شهيد، وببنيته التحتية، وبمنازله وأحيائه وشوارعه، ووسائل عيشه المتواضعة، لايمكن لشعب ضحى بهذا كله، أن يقبل بالأمر الواقع وكأن شيئا لم يكن.المجموعة الدولية بدأت تعي ضرورة أن يتغير الوضع الراهن وهي نفس النبرة التي عبر عنها كذلك وزير الخارجية الفرنسي، السيد لوران فابيوس، وأكد عليها سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية، وزير الخارجية، بضرورة وضع حد للحصار المفروض على غزة والمستمر منذ 8 سنوات. خلاصة الموقف أن المجتمع الدولي، مجمع على آلية الحل، ويبقى السؤال مطروحا هل يتمكن من تنفيذها؟.