14 سبتمبر 2025

تسجيل

وماذا بعد يا رمضان؟

27 يوليو 2013

حين نأخذ (نفكر) وكنتيجة طبيعية بما سنقدمه وفي المقابل وإن كان بيننا من لا يتجاوز تلك المرحلة ويبادر بالتنفيذ وذلك لأن التفكير (وبالنسبة له) بما يأخذه يجعله يحلم بالمزيد ويغرق وسط أحلامه بما سيوفر له ذلك؛ لذا فإن التفكير بتقديم أي شيء وفي المقابل يكون آخر ما يمكن بأن يفكر به، في حين أن غيره يفكر بطريقة مخالفة تماماً يسعى بها إلى المبادرة بتقديم ما يُعبر عنه لكل ما قد أخذه من قبل، وبين هذا وذاك سيكون حديثنا هذا اليوم وتحديداً عن شهر رمضان المبارك، الذي (وسبحان الله) مازلت أذكر بأننا ومنذ أيام فقط كنا نفكر به ونخطط له، ونحن نشعر بأنه يبعد عنا بمسافة كافية تجعلنا نمتد بتفكيرنا به، ولكن سرعان ما تقلصت تلك المسافة الزمنية ودخل علينا الشهر الفضيل بكل فضيلة يفوح منها عبير الأجر المضاعف، الذي يجعلنا نتنافس منافسة شريفة نخوضها؛ كي نرفع من درجاتنا أكثر وأكثر في الدارين وبإذن الله وكرمه، فهو الشهر الذي تشهد فيه النفوس معارك طاحنة نخوضها؛ لدهس كل رغباتنا التي تقف في طريقنا وتمنعنا من التوجه نحو الصواب ونبذ الخطأ، أي تعبث بنا؛ كي نعود بخطواتنا إلى الوراء في حين أننا بأمس الحاجة إلى القيام بكل ما يأخذنا إلى الأمام. منذ أن دخل علينا رمضان هذا الشهر الفضيل ونحن نخصص صفحة الزاوية الثالثة؛ للتعرف على طريقة كل واحد منكم؛ لقضاء أيامه في رمضان، وكيفية استثماره لها تلك الأيام بشكل لربما لم نتطرق إليه من قبل؛ كي نستفيد من وقتنا، وكي نكسب من الأجر الكثير، ولكننا صرنا نفعل مع امتداد رقعة الزاوية الثالثة والحمدلله، والحق أننا قد كسبنا الكثير من خلال كل ما قد وصلنا منكم ونأمل أن نستمر على ذات الوتيرة وبشكل دائم إن شاء الله، وفي ما يتعلق بموضوعنا هذه المرة فسنتناول الثلث الأخير من رمضان وكيفية استثمار وقتنا فيه، وهو ما قد بلغنا منكم؛ لنبثه إليكم من جديد، فإليكم ما هو لكم أصلاً. من همسات الزاوية الثالثة مازالت الفرصة ممتدة؛ لتقديم أفضل ما لديك في الشهر الفضيل، فلا تضيعها فرصتك وإن ضاع منها ما قد ضاع، وتذكر بأن ما تفعله سيعود لك وفي نهاية المطاف؛ لذا حاول وجاهد نفسك وكل تلك الرغبات التي تجعلك تجري خلفها وتترك بركة الأيام الفضيلة من خلفك، وتذكر أن كل شيء يمكن بأن يعود من جديد؛ كي تأخذ حقك منه، إلا الوقت الذي وإن ذهب فإنه لن يعود إليك فتعوض فيه ما قد فاتك، وهو الأمر ذاته مع رمضان، الذي يزورك زيارة واحدة فقط كل عام، لابد وأن تشهد منك كل ما تملكه من طاقة تقوم بها ومن خلالها باستثمار وقتك بكل مفيد له الأجر المضاعف الذي سيُحسب لك وسيُسعدك كل ما ستكتسبه فيه؛ لتنطلق وأنت أكثر حيوية من كل مرة.