15 سبتمبر 2025

تسجيل

هل يقع المحظور في مصر؟

27 يوليو 2013

مؤشرات عديدة ظهرت امس اكدت ان مصر يمكن ان تنزلق الى حافة المحظور الذي لا يتمناه احد للشقيقة مصر والاشقاء المصريين. وأنباء امس التي طافت العالم لتخبر عن وقوع قتلى وجرحى فيما سمي بحرب المليونيات في ميادين المدن المصرية انما هو اقتراب من المحظور وما حذرت منه جميع الدول والشعوب المحبة لمصر والمصريين وفي العديد من المناسبات. كذلك كان تحذير وتنديد دولة قطر بالعنف الذي لا يجلب الى مصر سوى العنف المضاد الذي يقود البلاد الى المجهول وتعبيرها عن القلق لإراقة الدماء في مصر بعد مقتل واصابة الكثير من المصريين. ان سياسة حوار الطرشان وحوار القنوات الفضائية وحوار المليونيات التي تسود حاليا بين الفرقاء في مصر الذين يستخدمون الشعب ويحرضونه للخروج بمليونيات تحفيزا لاغراض استشرفوها او بيتوا لها انما يشير الى وجود افكار ومحرضين غرباء يعبثون بهذا الطرف او بذاك ولابد في كل الاحوال من الاصغاء الى صوت الضمير والعقل ووضع مصلحة مصر والمصريين فوق أي اعتبار اخر مهما كان حزبيا او عقائديا واخذ العبر مما جرى ويجري في دول قريبة من مصر والتي تلتهمها نيران وتدمرها الغوغائية لان احدا ممن بيده العقد والربط لا يريد الا حوار الطرشان الذي لا يفضي الى أي نتيجة بناءة. ان ما يجري اليوم في مصر من خروج للمليونيات والمبارزة التي يبديها كل طرف من طرفي الشرعية "الدستورية" و"الثورية" بقدرته على تسيير واخراج المليونيات الى الشوارع والميادين انما هو في النهاية تعبير فقد مضامينه التي كان يحملها قبلا عندما خرج الشعب بتلقائيته لتحقيق ثورته واحداث التغيير الذي كان يريده. الامور اذا بقيت تسير بالاتجاه الذي هي عليه اليوم فاننا ننتظر كارثة تحل بارض مصر وعلى جميع العقلاء والحكماء الظهور والمبادرة الى رفع الصوت بالحكمة والموعظة الحسنة والعمل مع كل من يريد لمصر الخير لوضع حد لهذا النزيف الذي ينبئ بالكارثة او المحظور الذي لا يجب ان تتخطاه القوى المختلفة في مصر والتي لابد انها لا تريد لمصر الا الخير خصوصا ان جميع الدول العربية والصديقة لمصر لم ولن تقف مكتوفة الايدي بل سعت وتسعى للوقوف بجانب مصر حتى تجتاز هذه المرحلة التاريخية بسلام وامان وباقل الخسائر البشرية والاقتصادية خصوصا ان الاقتصاد اول ما يتاثر بمثل هذه الاوضاع التي تتسارع باتجاه المحظور اكثر فاكثر.. ان ما يجري على ارض مصر اليوم يؤكد اهمية وضرورة العودة الى "الحوار الحقيقي" بين الاخوة باعتباره السبيل الوحيد للخروج من المأزق في مصر فليس من حل سوى الحل السياسي القائم على الحوار والحوار الاخوي وليس حوار الطرشان لتتجنب مصر ما يتمناه لها اعداؤها بوقوع المحظور الذي لا يرضي اي اخ او صديق.