10 سبتمبر 2025

تسجيل

المعاناة.. من صميم الذات؟ أم أجنبية؟

27 يونيو 2023

طالما ترادفت مع الإنسان في مسيرة حياته بعض الصعوبات والتحديات التي تفرضها طبيعة الرحلة الدنيوية، ونوع الطريق الذي يسلكه. فليست الدنيا بدار قرار، ولا مثوى للنعيم الخالص من غير منغصات، ولا منبع صاف من غير كدر، وهذه جبلتها وديدنها، وطبيعة خلقها، ومن أدرك ذلك باكراً فقد فلح في استيعاب طبيعتها ولن يأسى على ما سيفوته منها أو يتوقع منها غير ما هي عليه!. لكن في المقابل قد يصعب على الإنسان أن يعترف بأن (استمرار) ما يعانيه من الهم والكدر هو من صميم ذاته!. فعدم فهمه لذاته، ومشاعره، وتعوده على طرائق تفكير تجعله دائماً يعيش دور الضحية المغلوب على أمره هو مما يُصعب تجاوزه للتحديات التي يواجهها!. وليس معنى ذلك أنه لا توجد آلام أو مسببات خارجية أو تحديات يجابهها المرء في مسيرة حياته، فهي من العوارض التي لا يخلو منها إنسان سواء عظمت أو تضاءلت!. وإنما المقصد أن طرق استجابته لها هي التي تجعله مسجوناً بين جدران معاناته يائساً فاقداً الأمل، شاعراً بأنه ضحية مغدور الجانب، غائصاً في بحر من الألم لا قرار له! أو أن طرق استجابته تخفف وقع ما أصابه، فتتحول الآلام إلى دروس وعبر يرقى بها مقامات علية، وأسباب ودوافع تحرضه على التطور والتحسين، بدل ندب الحظ والإيمان أنه ليس له من الأمر شيء تجاه ما يجابهه من خطوب الزمن، وتحديات الحياة فيظل يائساً مُكدر الخاطر!. لذلك فهذا السؤال دائماً سيظل محل خلاف وقائماً ما قامت الحياة، ومُختلفا عليه ما اختلف وعي الناس تجاه ما يواجهون من مصاعب الحياة عندما يخوضون غمارها، كما تساءل الشاعر من قبل: ياليل خبرّني عن أمر المعاناة هي من صميم الذات؟ ولا أجنبية؟ فمنهم قوّي الشكيمة قوّي بالله متطوّر باستمرار ومنهم من فضل الاستسلام على أي حال! وكل منهما سيؤتى أُكل ما آمن به واختار! فماذا اخترت أنت؟ لحظة إدراك: تحديات الحياة شيء من طبيعتها، وسعيك المستمر للأمام من خلال التعلّم والتدبّر والاستجابة الواعية المُدركة يسمو بك ولا يرتد عليك إلا بخير وإن شعرت بالألم. أما التعامل بردات الفعل، والرفض والتصارع مع الحياة والاستسلام لما يعتريك من خطوبها فهو سبيل استمرار الألم ليتحول لمعاناة مستمرة، وجراح مفتوحة دامية لا تبرأ!.