28 أكتوبر 2025

تسجيل

التهاون طريق إلى الانهيار

27 يونيو 2023

قبل سنين عدة كانت التلفزيونات الغربية خالية تماماً من فئة الشواذ مادةً وتمثيلاً بل خرجت بعض المسلسلات لتظهرهم كمادة إعلامية للضحك. ومُنذ فترة خرج الشواذ بصورة أكبر في المجتمعات مطالبين بحقوقهم في تغيير الجنس وقبولهم كأشخاص طبيعيين في المجتمع وهو شيء مخالف لطبيعة الكائنات الحية جمعاء وليس الإنسان فقط ومع هذه الدعاوى المستمرة استطاعوا وضع أنفسهم كخطوة أولى في المسلسلات، ومن ثم بدأت الماركات العالمية في التصنيع والتسويق للملابس التي ترمز لشعارات الشواذ، ومن ثم انتقل الأمر إلى المدارس والتي أصبحت تنشر فكر تقبل الآخر «الشاذ» بل الأسوأ من ذلك هناك من يدعو الأطفال إلى تغيير جنسهم إن رأوا أن جنسهم لا يتوافق مع أحاسيسهم!. لنصل اليوم إلى تخصيص بعض الدول ليوم خاص بالشواذ، ومشاركة قادة تلك الدول بذلك اليوم والتشجيع على ذلك وقيام بعض الحكومات بتخصيص مبلغ مالي للراغبين في التحويل من طبيعي إلى غير طبيعي وغير سوي!. ومع الإنشار الموسع لمواقع التواصل الاجتماعي، بدأت هناك فيديوهات مصورة تستهدف العرب بشكل عام والمسلمين بشكل خاص، كفيديو يُظهر «رجلا» يتحدث بأنه ملتزم بصلاته وقراءة القرآن وبذات الوقت يقوم بواجباته المنزلية نحو أطفاله «بالتبني»، ويقوم بواجباته الزوجية نحو «زوجه الزوج»!. وتلك التي تظهر في فيديو آخر وهي ترتدي الحجاب بشكل إسلامي صحيح وتتحدث عن هروبها من بلادها والآن تعيش مع زوجتها «المرأة» في سعادة وهي ملتزمة بدينها الإسلامي!. تلك الدعوات المريضة تستهدف التعاطف والدخول عن طريق الدين وإيصال رسالة خبيثة بأن الالتزام بالدين وتأدية الواجبات الدينية ليست معارضة لطبيعتهم «الشاذة»!. ودعوات خرجت في بعض المدارس والتي أصبحت تجبر المسلمين في الخارج على المشاركة في احتفالات الشواذ وتهنئتهم، وذات الرسالة نجدها في بعض المدارس الأجنبية الخاصة المعنية بالأطفال في دولنا العربية والإسلامية والتي تُرسل عن طريق المُعلمات «المُخربات» رسالة مضمونها بأن يحدثوا الأطفال بأن الشواذ نسيج مجتمعي طبيعي!. وآخرها وهيّ ليست بالأخيرة بكل تأكيد محاولة نشر الشذوذ في فيلم كرتوني للأطفال بطريقة مُلتوية للبدء بالتدرج في إيصال رسائل للأطفال ورسوخ هذه الأفكار في دواخلهم، وسبق ذلك شركة معروفة معنية بالألعاب والأفلام وتملك «مينة» ألعاب ضخمة والتي تدعم الشواذ ومن هنا تسويق ألوان الشواذ بين الأطفال. ومن الخطأ الكبير السكوت عن جميع تلك المحاولات واتخاذ مبدأ البعض والذي يتحدث (اطمسوا الباطل بالسكوت عنه)، بل هنا السكوت ما هو إلا نشر وقوة إضافية للباطل وانتشاره بشكل موسع، إن الصمت في هذا الشأن من الجميع شعوباً وحكومات أفراداً وجماعات لن يكون إلا هدماً متسارعاً للمجتمعات وأخلاقياته وانتشار الأمراض الجنسية والأمراض التي قد لا يكون هناك شفاء منها وتقلص نسبة المواليد في تلك المجتمعات وبالتالي يصبح الأمر خطراً على تلك الدول وأمنها واقتصاداتها. والأهم من كل ما ذُكر إن هذا الفعل هو فعل مُحرم قال به قوم لوط عليه السلام، وعقابهم مذكور في القرآن الكريم وإن فعلهم هذا لم يقدم عليه قبلهم أحدٌ من العالمين، فلا نعلم ما هيّ عاقبة الله عز وجل لتلك الشعوب التي أعادت فعل قوم لوط ولكن بلا شك سيكون عذاباً وعقاباً عظيماً، فتلك فاحشة عظيمة وأصحابها يُمارسون فاحشة عظيمة ومؤيدوها ما هم إلا مثلهم في الفعل كمثل (امرأة لوط أصابها العذاب على الرغم أنها لم تقم بذلك الفعل ولكنها لم تكن تُنكر فعل قوم لوط بل كانت مؤيدة له). أخيراً يجب أن تكون الدعوة إلى التصدي لتلك الفئة الشاذة صارمة لا تهاون فيها ولا تسامح فيها، والتهاون لن يكون إلا هدماً لكل أخلاقيات المجتمع وضياع الدين والقيم.