إستراتيجية التصدي لكورونا

تعكس الأرقام التي أعلنت عنها وزارة الصحة العامة حول سير حملة البرنامج الوطني للتطعيم، والتي وصلت إلى أكثر من 3 ملايين جرعة من لقاحات (كوفيد-19) لأفراد المجتمع، وحصول ما نسبته 58.2 من السكان المؤهلين للتطعيم على جرعتي التطعيم ضد (كوفيد-19)، تزايد وتيرة التطعيم ضد الفيروس، الأمر الذي أدى إلى خفض معدلات الإصابات اليومية بعدوى كورونا (كوفيد-19) في قطر خلال الأسابيع القليلة الماضية، خصوصا في ظل الدعم الكبير من أفراد المجتمع والتزامهم بالتدابير والاجراءات الاحترازية. وهذه النتائج الايجابية والانخفاض المستمر في معدلات الإصابات اليومية، تؤكد من جديد نجاح استراتيجية دولة قطر لمواجهة جائحة كورونا، والتي ركزت على حماية جميع السكان في الدولة دون تمييز، وتقديم الرعاية الطبية المناسبة لهم، واتخاذ سياسة مرنة في الرفع التدريجي للقيود، وكذلك التخفيف من الآثار الاقتصادية والاجتماعية من خلال تقديم الدعم والإعفاءات والمحفزات المالية لمختلف القطاعات الاقتصادية في الدولة، بجانب دعم جهود العديد من الدول والمنظمات الدولية في التصدي للجائحة، حيث قدمت قطر المساعدات اللازمة لأكثر من ثمانين دولة ومنظمة دولية، فضلا عن تقديم الدعم لمنظمة الصحة العالمية والتحالف العالمي للقاحات والتحصين والعديد من المنظمات والبرامج الدولية الأخرى كبرنامج كوفاكس، الذي يهدف إلى وصول اللقاح بشكل عادل ومتكافئ إلى أكثر من 92 دولة محتاجة للمساعدات الإنمائية الرسمية بنهاية العام الحالي. إن هذا النجاح الذي حققته استراتيجية الدولة، ينبغي المحافظة عليه بالاستمرار في اتخاذ أقصى درجات الحذر والالتزام بالإجراءات الاحترازية، والقيود المفروضة، والتوجيهات الصادرة عن الجهات الحكومية المختصة، ومواصلة تسريع وتيرة التطعيم ضد الفيروس، خصوصا وأن خطر موجة جديدة من الجائحة لا يزال قائما، مع تفشي اثنتين من السلالات المتحورة من فيروس كورونا (كوفيد-19) في الدولة. لا سبيل للمحافظة على ما تحقق من نجاح سوى الالتزام بالاستراتيجية الموضوعة والوعي بأهمية التكامل بين دور الدولة والمجتمع والفرد في الوقاية، وتقدير دور جميع الجهات في المجالات ذات الصلة بمواجهة (كوفيد-19).