23 سبتمبر 2025
تسجيلتستمر تحذيرات منظمة الصحة العالمية بأن ملايين الأشخاص معرضون للخطر في موجة ثانية أشد فتكا لفيروس كورونا، فحسب مسؤولي المنظمة أمس من المتوقع أن تزداد حدة التفشي في سبتمبر وأكتوبر المقبلين، مثلما حدث مع الأنفلونزا الإسبانية التي قتلت 50 مليون شخص خلال الموجة الثانية قبل نحو مائة عام. ووسط هذه التحذيرات والتوقعات بات التضامن العالمي أمرا حتميا لتفادي موجة ثانية متوقعة من الفيروس، وهذا التعاون بين الدول كفيل بالحد من تداعيات الوباء وآثاره الاقتصادية والاجتماعية، فضلا عن التعامل معه على المستوى الصحي بشكل عالمي وليس محليا. هذا النهج هو منهج أصيل في تعامل قطر مع الجائحة منذ تفشيها، سواء من خلال تنسيق مواقفها وتعاونها مع مختلف دول العالم، أو من خلال الدعم الذي قدمته الدوحة لأكثر من 20 دولة في كل بقاع الأرض شرقا وغربا، أو من خلال تيسيرها نقل السلع والبضائع وكذلك الأفراد من كل مكان ونقلهم إلى أوطانهم بسلام من خلال الخطوط الجوية القطرية. وتجيء الجهود القطرية انطلاقا من ثوابت قطر الأخلاقية والإنسانية في هذا الوباء الذي ضرب كافة دول العالم. ومهما كانت المصاعب التي تواجه تلك الجهود فإن قطر لن تألو جهدا لتقديم كافة أشكال الدعم الإغاثي للدول الصديقة وغيرها من الدول المحتاجة للمساندة بفعل هذا الوباء الخطير. إن قطر من هذا المنطلق تضع نصب عينيها مهمة واحدة وهي حماية صحة وسلامة وأمن الإنسانية، وهذه المواقف كانت محل إعجاب من المجتمع الدولي، فضلا عن أن تلك المساعدات النبيلة سيسجلها التاريخ ويسطرها بفخر كنموذج للتعاون والتضامن العالمي في مجال تقديم الدعم الإنساني وقت الأزمات والمحن. لم تفكر قطر فحسب في نفسها، بل مدت أياديها إلى شتى بقاع الأرض ووظفت قدراتها في دعم الدول الأخرى، ولم تنس واجبها الأخلاقي الذي جعل منها دولة رائدة في العمل الإنساني والإغاثي. وبطبيعة الحال، فإن نبذ الخلافات بين الدول أصبح ضرورة ملحة وصولا لمرحلة التعاون الكاملة في مواجهة الوباء، وهو ما تنادي به الدوحة كونها تدرك أهمية تضافر الجهود الدولية والإقليمية في مواجهة الأزمات والمحن.