20 سبتمبر 2025
تسجيلتصريحات وزير الخارجية الألماني زيغمار غابريال التي وصف فيها مطالب دول الحصار بـ "المستفزة جداً"، جاءت لتؤكد سلامة موقف قطر في الأزمة الخليجية من جهة، وإنصافاً لها من جهة أخرى.تلك التصريحات لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة، فغالبية دول العالم وتحديداً القوى الكبرى، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية اعتبرت تلك المطالب تعجيزية وغير قابلة للتحقق على أرض الواقع، وهو موقف عبر عنه وزير الخارجية ريكس تيلرسون قبل يومين.من يراقب ويتفحص تصريحات الكثير من المسؤولين الغربيين، وصناع القرار، ودوائر السياسة، والأكاديميين والباحثين في كل مكان، يجدهم قد قابلوا تلك المطالب بالاستغراب والدهشة، كونها تتدخل في الشؤون الداخلية لقطر، وتحاول الحد من قرارها السيادي واستقلالها الوطني، كما تسعى للنيل من كرامتها، في مشهد يذكرنا بشريعة الغاب، وزمن الحروب الغابرة.لا يمكن لأي عاقل على وجه المعمورة أن يقبل بمثل هذه الإملاءات التي تسعى لحرمان قطر من مقومات الحرية وامتلاك القرار والسيادة والوجود. إن مجرد تقديم مثل هذه المطالب بهذا الشكل السافر لهو في حد ذاته امتهان وإساءة بحق دولة يعترف بها المجتمع الدولي، وتقدم للإنسانية ما لم تقدر على تقديمه تلك الدول، فالدوحة هي العاصمة التي استضافت كافة الفرقاء والمتنازعين على طاولة واحدة، وهي العاصمة الوحيدة التي فتحت ذراعيها للمستضعفين والمضيومين والمطاردين من قبل حكوماتهم المستبدة، وهي العاصمة التي امتدت أياديها إلى كل بقاع الأرض شرقاً وغرباً بالمساعدات الإنسانية والإغاثية، وهي العاصمة التي ساندت شعوب العالم في التحرر والتخلص من الحكام الأباطرة.لقد بات الهجوم العالمي على هذه المطالب جلياً للجميع، كونه يتنافى مع الأعراف والأخلاق من جانب، والقانون الدولي من جانب آخر، فلا ميثاق أو قانون إقليمي أو دولي يسمح بفرض دولة الوصاية على دولة أخرى، أو السعي لمعاقبتها والانتقاص من سيادتها وحريتها. ولذلك، ربما تحتاج دول الحصار إلى من يذكرها بأن عهود الاستعمار والاحتلال والوصاية قد ولَّت منذ عقود، اللهم إلا إن كانوا في نوم عميق!.