11 سبتمبر 2025

تسجيل

وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ

27 يونيو 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); "قَالَ يَا آَدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (33)" تواصل الآيات الكريمة ذكر قصة آدم عليه السلام بعد أن علمه الله الأسماء وطلب من الملائكة إنباءه بها سبحانه، فقالوا لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، (قال يا آدم أنبئهم) قال الله عز وجل أي أعلمهم وهو ظهور فضل آدم (عليه السلام) إبانة لما بين الأمرين من التفاوت الجلي وإيذانا بأن علمه (عليه السلام) بها أمر واضح غير محتاج إلى ما يجري مجرى الامتحان، وأنه (عليه السلام) حقيق بأن يعلمها غيره (بأسمائهم) التي عجزوا عن علمها واعترفوا بتقاصر هممهم عن بلوغ مرتبتها (فلما أنبأهم بأسمائهم) وإظهار الأسماء في موقع الإضمار لإظهار كمال العناية بشأنها والإيذان بأنه (عليه السلام) أنبأهم بها على وجه التفصيل دون الإجمال، والمعنى فأنبأهم بأسمائهم مفصلة، وبيّن لهم أحوال كل منهم وخواصه وأحكامه المتعلقة بالمعاش والمعاد، فعلموا ذلك لما رأوا أنه (عليه السلام) لم يتلعثم في شيء من التفاصيل التي ذكرها مع مساعدة ما بين الأسماء والمسميات من المناسبات والمشاكلات، وغير ذلك من القرائن الموجبة لصدق مقالاته (عليه السلام). فلما أنبأهم بذلك (قال) عز وجل: (ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات والأرض) لتقرير ما يفيده تحقق دواعي الخلافة في آدم (عليه السلام) لظهور مصداقه وإيراد ما لا يعلمون بعنوان الغيب مضافا إلى السماوات والأرض للمبالغة في بيان كمال شمول علمه المحيط وغاية سعته مع الإيذان، بأن ما ظهر من عجزهم وعلم آدم (عليه السلام) من الأمور المتعلقة بأهل السماوات وأهل الأرض، وهذا دليل واضح على أن المراد بما لا تعلمون فيما سبق ما أشير إليه هناك كأنه قيل: ألم أقل لكم إني أعلم فيه من دواعي الخلافة ما لا تعلمونه فيه هو هذا الذي عاينتموه.(وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون) أي أعلم ما تبدونه وما تكتمونه، وتغيير الأسلوب للإيذان باستمرار كتمهم، قيل: المراد بما يبدون قولهم أتجعل... إلخ وبما يكتمون استبطانهم أنهم أحقاء بالخلافة، وأنه تعالى لا يخلق خلقا أفضل منهم، روى أنه تعالى لما خلق آدم عليه السلام رأت الملائكة فطرته العجيبة، وقالوا ليكن ما شاء، فلن يخلق ربنا خلقا إلا كنا أكرم عليه منه، وقيل هو ما أسرّه إبليس في نفسه من الكبر وترك السجود، فإسناد الكتمان حينئذ إلى الجميع، و(قالوا) في الآية الكريمة دلالة على شرف الإنسان ومزية العلم وفضله على العبادة، وأن ذلك هو المناط للخلافة، وأن التعليم يصح إطلاقه على الله تعالى وإن لم يصح إطلاق المعلم عليه لاختصاصه عادة بمن يحترف به، وأن اللغات توقيفية، إذ الأسماء تدل على الألفاظ بخصوص أو بعموم وتعليمها ظاهر في إلقائها على المتعلم مبينا له معانيها، وذلك يستدعي سابقة وضع وما هو إلا من الله تعالى، وأن مفهوم الحكمة زائد على مفهوم العلم وإلا لزم التكرار، وأن علوم الملائكة وكمالاتهم تقبل الزيادة، والحكماء منعوا ذلك في الطبقة العليا منهم وحملوا على ذلك قوله تعالى: "وما منا إلا له مقام معلوم"، وأن آدم أفضل من هؤلاء الملائكة لأنه (عليه السلام) أعلم منهم وأنه تعالى يعلم الأشياء قبل حدوثها.