29 أكتوبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); يملك اليهود حاليا زمام أمر توجيه العالم بالتدريج في سبيل تحقيق حلمهم التاريخي عن طريق وسائل متشعبة، وكما قلنا من الدعاية والإعلام إلى التعليم الأكاديمي إلى النشاط الاقتصادي إلى الأدب والفن (إن كان هناك ثمة أدب وفن كسابق عهده) إلى السينما والتليفزيون إلى الإرهاب والقتل! هذا ويمثل مخطط اقتصاد العولمة الذي يتبلور بإيجابية ونجاح ملحوظ عبر العقود الماضية نهاية المرحلة الأولى لتحقيق ذلك الحلم الصهيوني. وهكذا باتت الشعوب الأوروبية أسيرة التفسير الاقتصادي لحياتهم وأسيرة التوجه النفعي البراجماتي الموجه بدقة متناهية من قبل الآلة الإعلامية والدعائية لمؤسسات النظام العالمي الجديد. صارت الأمم الغربية وما يدور في فلكها تساق سوقا إلى الحظيرة التلمودية. هذا من بين ما يجب أن ينتبه إليه المفكرون المسلمون لمواجهته قبل استفحال أمره أكثر وحتى لا يقع المحظور، وحتى لا يصدق فيهم قول الشاعر: بينت لهم نصحي بمنعرج اللوى فلم يتبينوا النصح إلا ضحى الغدفالمجابهة الفكرية الإسلامية- اليهودية هي حجر الزاوية في تشكيل دور المسلمين وعطائهم المنتظر في المعركة الرئيسية التي ستتبلور في عالم الغد القريب، والتي سيكون طابعها في ظاهر أمره (وبحق) الصراع بين محورين: المحور الإيماني المثالي من جهة والمحور الإلحادي المادي الحداثي من جهة أخرى، بينما يبقى هناك المحور المستتر والذي لا يريد له أصحابه الظهور بوضوح: المحور اليهودي التلمودي. مثل هذه المجابهة تتطلب من المفكرين المسلمين أن يعدوا العدة لدورهم بكل جدية وإيجابية حتى يكونوا في مقام المهمة. كما يجب العلم بأن هذه المجابهة المنتظرة ليست في ميدان المسلمين كما أنها ليست في ميدان اليهود، ولكنها ستكون في ميدان الوجود المسيحي، فميدان الوجود المسيحي سيكون في المعترك الحضاري القادم ميدان دفاع بالنسبة للغرب ضد الزحف الإسلامي من جهة وقاعدة للتغوُّل الصهيوني المستتر ضد المسلمين من جهة أخرى.فكر الإسلام وقِيَمه هي الوحيدة التي تواجه الآن وبأصالة طوفان المادية الإلحادية المعاصرة والتطرف الديني اليهودي في الوقت الذي يتلاشى فيه أي أثر للكنيسة التي انزوت داخل المعابد التلمودية والمحافل الماسونية. وهو كذلك الوحيد على الأرض اليوم الذي ينادى بقوة يسندها التاريخ أنه منهاج حياة، كما أنه منهج عبادة في وحدة تكاملية لا مثيل لها لا تقبل الفصل بين الإثنين مطلقا وإلا فسدت الأرض. وهذا ما يستيقنه أهل الغرب رغم جحودهم، والتنويهات بهذا كثيرة في التاريخ المتأخر، فهذا مثلا "نابليون" يقول: "أرجو أن لا يطول الزمن حتى أستطيع أن أجمع كل العقلاء والمتعلمين في كل البلدان وأنشئ نظام حكم متناسق ومبني على تعاليم القرآن، فهي التعاليم الوحيدة الحقيقية والتي هي وحدها تفضي إلى سعادة البشر".