26 أكتوبر 2025

تسجيل

جميلة وبسيطة ولكنها ضرورية

27 يونيو 2015

تجميل الأوضاع من حولنا يعتمد على ما نملكه من قناعات خاصة، نلجأ إليها؛ كي نحول الأشياء وننقلها من حالة إلى أخرى تحمل في جعبتها الكثير مما نريده ونطمح إليه، فإن كان وتوافرت كل الأسباب التي ستُتيح الفرصة الحقيقية؛ لتجميل تلك الأوضاع فلاشك أننا سنحظى بما نريده كما نريد، وسنساهم بأكبر عميلة تحويل يمكننا إدراكها، وهو ما يكون منا حين يتعلق الأمر بالرتابة، التي تُكسبنا صبغة يغلب عليها الملل، فكأننا نعيش كل الأيام؛ كي ندركها كما هي ودون أن نبذل فيها أي جديد يُذكر ويمكن بأن يُساعدنا على إدراك ما فيها كما يجب، والمعروف أننا نقوم بالكثير من الأمور التي تصبح مع مرور الوقت مجرد عادة نُقبل عليها بحسب ما تفرضه علينا العادة، دون أن نستشعر روعتها؛ كي نستمتع بها، والحق أن بلوغ ذلك سيُحط من قدرها في قلوبنا، وسيُقلل من فرصة تمسكنا بها مع مرور الوقت، وهو ما لا يمكن بأن ينطبق مع كل شيء نقوم به في حياتنا، خاصة وحين يتعلق الأمر بكل العادات التي تمسنا ونحتاج إليها في كل وقت وحين؛ لأنها تساعدنا على تلوين حياتنا وحياة من حولنا؛ لتجعلها أكثر حلاوة وحيوية، وهو ما يُجيده البعض منا، في حين يجهل البعض الآخر كيفية إدارة ذاك المشروع العظيم الذي يساهم بتحسين نظرتنا العامة والخاصة المتعلقة بكل التفاصيل المطلوبة لعيش حياة طبيعية تقوم على العطاء، وكما جرت العادة فإن شهر رمضان يرتبط بالعطاء والبذل؛ لذا ودون وعي منا نميل إلى أن نبذل الخير ونتقدم به للآخرين وبأي شكلٍ من الأشكال، وفي ذلك فرصة كبيرة؛ لإدخال البهجة على قلوب من حولنا، فإن كان وحققنا ذلك فإننا سنكون كمن لون صفحة حياتهم بالتفاؤل والسعادة؛ لذا وحين أفكر بالعادات الجديدة في كل مرة أجدها تلك التي لا تخرج عن دائرة العطاء، خاصة وأن ديننا الإسلامي يستند إلى ذلك وعلى كل المستويات، فنحن وحين نتفقد الجار نبذل ونعطي من وقتنا واهتمامنا، وحين نتصدق نفعل ذات الأمر، وحين نُفكر بالخير وإن لم يكن ذلك؛ ليخرج عن حيز التفكير فنحن نعطي ونسعى إلى تلوين حياة من حولنا بالسعادة؛ لذا فإن الأمر لا يعتمد على الجديد الذي نعتمده (فقط)؛ كي نلون به الحياة، ولكن على الالتزام به حتى وإن أقدمنا عليه وقمنا به من قبل، فهناك الكثير من الأمور المبتدعة غير أنها لا تعيش طويلاً، إذ سرعان ما تنتهي وتعود من حيث جاءت دون أن يذكرها أي أحد، في حين أن العادات التي نلتزم بها وندرك مدى أهميتها وقدرتها على تلوين الحياة هي التي تساعدنا على تحقيق هدفنا وبث كل ما نرجوه .أحبتي: أن نعيش يعني أن نٌشارك الآخرين الحياة، ونتقاسم تفاصيلها معهم دون أن نبخل عليهم بشيء، خاصة إن امتلكنا القدرة على تحقيق كل المطالب التي يريدونها، وتحقيق ذلك يعتمد على ما نمتلكه من خبرات في هذا الموضوع، الذي سيساهم بامتصاص الرتابة فلا تكون ليكون من بعدها الملل؛ لذا وحين نتحدث عن تحويل الحياة إلى صفحة جميلة تتغنى بأروع الألوان فنحن نتحدث عن عادات جميلة حتى وإن كانت بسيطة يكفي بأن نعتمد عليها؛ كي نخلق تلك الأجواء التي تبث الفرح والسعادة، وبما أن الأمر يتعلق بالعالم الإسلامي الذي يواجه الكثير من المصاعب في هذه الفترة، فلاشك أن بث تلك الألوان؛ لجعل الأيام و(تحديداً هذه الأيام الفضيلة) أكثر إشراقاً هو المُراد، خاصة وأن هذه الأيام كلوحة تسطع بكل ما فيها من ألوان لابد وأن نبثها ومن قبل ذلك أن ندركها وبشكل جيد، اعتمدناه من خلال تسليط موضوع هذا اليوم، الذي سندرك من خلاله ما قد أدركناه من رسائلكم، وعليه إليكم ما هو لكم أصلاً. من همسات الزاويةكل ما تفكر به وتشعر أن تحويله إلى واقع يعيش على أرض الواقع ويحمل من الخير الكثير لك ولمن حولك هو ذاك المسار الذي يجدر بك سلكه؛ كي تنفع به الجميع؛ لذا فإن وجدت فكرة تتوافر فيها كل تلك الشروط سارع إلى تحقيقها وتحويلها لحقيقة ساطعة، ثم بثها في محيطك، دون أن تبخل بها أبداً وذلك؛ كي تنشر الخير والسعادة من حولك، فهي تلك الأفكار التي تستند إلى بذل المساعدة، وتحقيق التعاون ما ستجعل الحياة أجمل بكثير، فكيف وإن كان الوضع في هذه الأيام المُباركة التي يتضاعف فيها الأجر والثواب؟ مما لاشك فيه أنك لن تبخل عليها نفسك وستبدأ من الآن.