15 سبتمبر 2025
تسجيلالواثقون، يسيرون بثَباتٍ نحو أهدافِـهِـم ولا يؤثرُ فيهم تَـهَجُّـمُ الـمُغرضين عليهم، ولا إساءات الغرباءِ والأشقاءِ إليهم.. وبلادُنا، قيادةً حكيمةً وشعباً حياً، لم ولن تنشغلَ عن البناءِ الحضاريِّ الشاملِ بالـمُهاتراتِ، ولن تَنْـجَـرَّ إلى زوايا ضيقةٍ في مستوياتِ حوارٍ هابطةٍ لا تليقُ بالتزامِها الإنسانيِّ والأخلاقيِّ .منذ تَـشَـرُّفِ بلادِنا بتمثيلِ الأمةِ العربيةِ بتنظيم مونديال 2022 م ، لوحِـظَتْ حالةٌ فريدةٌ من استجابتِنا للتحدياتِ التي يحاول البعضُ فَـرْضَـها علينا، إذ تميزَتْ بالوعي، واتَّـسَـمَتْ بالهدوء وضَـبْطِ النَّفسِ، إلا أنَّ أعظمَ تَجلياتها روعةً تَـمَثَّلتْ في الإرادةِ والتصميم واستمرارِ الدولةِ بجناحيها الرسميِّ والشعبيِّ في الإعداد للمونديال دون أنْ يَـشْـغَلَها ذلك عن ممارسةِ دورِها، عربياً ودولياً. ولنناقشْ ذلك في نقاط، كالتالي: (1) هناك وعيٌ لدى الـمواطنين القطريين بأنَّ التَّهويلَ والاتهاماتِ لا تأثيرَ فعلياً لها على تنظيمِنا للمونديال، فالأمر ليس لعبةً ولا مشاجرةً في حيٍّ صغيرٍ، وإنما يتعلق بشأنٍ سياديٍّ تُنَـظِّـمهُ قوانينُ دَوليةٌ، ولدينا كفاءاتٌ في القانونِ الدَّوليِّ تستطيعُ الردَّ والذَّودَ عن بلادنا في كلِّ الـمحافلِ. (2) اتَّسَـمَتِ الردودُ الرسميةُ، مُمثلةً بوزارةِ الخارجيةِ، على الحملاتِ بالقدرةِ على تحجيمِها وعَـزْلِـها بحيث لم يَتَـعَدَّ تأثيرُها الجانبَ الإعلاميَّ.. ونحن نعلم أنَّ الإعلامَ الدَّوليَّ عنصرٌ مؤثرٌ لكنه متغيرٌ ويمكن توجيهَـهُ باستثمارِ الـمكانةِ الرفيعةِ لبلادِنا التي استطاعت تحقيقَها خلال الثمانيةِ عشرَ عاماً الـماضيةِ. (3) اللجنةُ العليا للمشاريعِ والإرثِ، من خلالِ التزامِها برؤى وتوجيهاتِ سموِّ الأميرِ الـمفدى، واستنادِها إلى الكفاءاتِ القطريةِ الـمُؤهَّلَـةِ علمياً ومعرفياً وعمليا، لم تنشغلْ بالحملاتِ الـمُغرضةِ وإنما استمرتْ في إعدادِ الكوادرِ الوطنيةِ التي سيكونُ عليها العِبْءُ الأكبرُ في تنظيمِ الـمونديالِ، فالوفودُ التي زارتْ البرازيلَ في السنتين الـماضيتين، من شبابٍ يعملون في مجالاتِ الإدارةِ والتخطيطِ والإعلامِ والأمنِ، اكتسبت خبراتٍ واسعةٍ من التجربةِ البرازيليةِ في الإعدادِ لـمونديال 2014م.. وأيضاً، أُثلِـجَتْ صدورُنا بالـمستوى الكبيرِ للوفدِ القطريِّ الذي يحضرُ فعالياتِ البطولة منذ انطلاقتِها . (4) الصحافةُ القطريةُ قامتْ، و لم تزلْ، بدورٍ كبيرٍ في الذَّودِ عن بلادِنا، واستمرتْ في عطاءاتِها كـمِـرآةٍ للحقيقةِ تنعكسُ عليها الإنجازاتُ والجهودُ الجبارةُ لتقويمِ الأخطاءِ وتَجاوُزِ العَثَراتِ.. وهذا مؤشرٌ على كونها أحد الدروعِ الصلبةِ التي تتكسَّرُ عليها حملاتُ الـمغرضين. كلمةٌ أخيرةٌ: لأننا نتحدثُ بمشاعرِ العروبةِ، وبلغةٍ موندياليةٍ، فإننا ندعو اللهَ تعالى أنْ يكونَ الحضورُ العربيُّ في مونديالِ 2022م كبيراً، لنسعدَ به أضعافَ سعادتِنا بمنتخبنا الجزائري الذي شَرَّفَ الكرةَ العربيةَ، وجعلنا نرى في الـملعبِ أطيافَ أبطالِ العروبةِ والإسلامِ خلال الثورةِ الجزائريةِ على الاستعمارِ الفرنسي، فكأنَّ تاريخَ الأجدادِ والأباءِ حاضرٌ مساندٌ للأحفاد و هم يمثلونَ الأمةَ العربيةَ في البرازيل.