10 سبتمبر 2025

تسجيل

الزكاة محبة من الله

27 مايو 2021

تحدث رجل الأعمال إلى أحد العالمين بشأن الزكاة وحساباتها، وذلك رغبة منه في إخراج زكاة ماله، والتي لم يُخرجها لعدة سنوات، فبعد أن قام هذا العالم بإشعاره بقيمة الزكاة الواجبة عليه، صُدم رجل الأعمال من القيمة المطلوبة منه لإخراجها والتي بعملية حسابية لرجل أعمال وجد أن هذا المبلغ يبني له مجمعا سكنيا، فرفض الإخراج!. وفي نفس هذا اليوم توفي رجل الأعمال في حادث سيارة. ظن الكثير ممن يحبون جمع الأموال أن هذه الأموال هي سبب الحفظ لهم ولأبنائهم من مصائب الدنيا وتغيراتها وهي السلاح الأقوى لبقائه قوياً وبقاء ذريته من بعده في حال يحسدون عليه من الغنى!. وهذا إن دل يدل على جهل صاحبه، وعدم علمه بما يحفظ الإنسان وأبناءه وأمواله من عمل كعمل الصدقة التي لها الأثر الكبير في حياة الإنسان الدنيوية وفي الآخرة، وبأن هذه الصدقة ليست بنقصانٍ في المال بل هي على النقيض تماماً فهي زيادة في المال وتغيير للأقدار بإذن الله. وهذا هو ذاته في شأن الزكاة من الفضل واكتساب الخير الكثير في إخراجها من حفظ النفس وحفظ الأبناء وحفظ البدن والمال وزيادته وزيادة بركته إلا أن زيادة الشأن في الزكاة عن شأن الصدقة أن الزكاة واجبة في إخراجها إذا بلغ النصاب الشرعي فيها وليست اختيارية، كما أنها أحد الأركان الرئيسية في الإسلام ولا تسقط بمرور السنين أو عند التذكر بنسيان إخراجها في حينه، وإن في العزوف عن إخراجها من الإثم ومن الوعيد في الدنيا والآخرة، وكيف لا يكون ذلك في الامتناع عن إخراج حق الله عز وجل. ومن القصص التي توضح لنا عظيم هذا الأمر ما حدث في عهد سيدنا أبي بكر الصديق رضى الله عنه عندما امتنع الكثير عن إخراج الزكاة بعد وفاة رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم فقال الصديق (وَاللَّهِ لَوْ مَنَعُونِي عَنَاقًا كَانُوا يُؤَدُّونَهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقَاتَلْتُهُمْ عَلَى مَنْعِهَا). فالبركة في حياة المرء لن تكون إلا في أداء حقوق الله عز وجل، ومنها حق الزكاة فهي تنمية للمال وبركة في الرزق وحفظ للنفس والأبناء والأبدان. كما أنها ركيزة أساسية في اتزان حياة المسلم وتكليفه بمشاطرة هذا الاتزان في حياة الفقراء والمحتاجين من المسلمين، وإن في أدائها قضاء على الفقر وقضاء لحاجة المسلمين في جميع بقاع الأرض وهي من العدل الذي أوجبه الله على عباده من المسلمين. فيمكن للمرء أن ينظر إلى مخصصات أجره الشهري بنظرة مختلفة بأن يرى أن هناك علاوة تصرف له ٢.٥٪؜ (نسبة الزكاة في الأموال) ليست من حقوقه بل هي للإخراج لا للاكتناز، وذلك بعد أن يقع عليها شرط الزكاة ودوران الحول عليها، وهي درس للنفس للتطويع وتعويد لها على حب تأدية هذا الواجب الشرعي. والنسب المحددة للزكاة تختلف باختلاف الأمر، كزكاة المال، زكاة الأنعام، زكاة الأراضي الزراعية الخ، والجهات الرسمية متواجدة دائماً للمساعدة في إحصاء ذلك لكم، فالزكاة لم يوجبها الله عز وجل عقاباً لنا بل لم تُشرع إلا محبةً لنا وبركةً وأجرا. أخيراً لن يحفظ المرء في هذه الدنيا إلا من أدى حقوق الله وعباده وعلى المرء تحري الحلال في ماله ليهنأ برزق الله وفضله. bosuodaa@