12 سبتمبر 2025

تسجيل

مساحة الحرية. نت!

27 مايو 2015

مرت مناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة هذه السنة مرور الغريب المنبوذ، وحتى الدعاية المهترئة التي كانت تقام من المؤسسات الصحفية أو الإعلامية في العديد من الدول العربية للترويج للحريات المزعومة ومساحة التعبير الخادعة تلاشت واضمحلت، وبات من الواضح أن الحيل لا تعمر والخداع لا يستمر طول الوقت، وخصوصا في الإعلام وأدواته ومخرجاته. ولم تكن نتائج التقارير الدولية هذه السنة مختلفة عن السنوات السابقة، فهي جميعها تشير إلى تراجع مزر في مساحة الحرية وفضاء التعبير في عالم العرب، سواء على تراب الأرض في بلاط المؤسسات الصحفية والإعلامية، أو في عنان الفضاء على الشبكة العنكبوتية. التقارير الدولية تشير إلى أن بعض دول الخليج، التي شكلت في السابق نموذجاً لاحترام حرية الصحافة بين دول الخليج الأخرى، تراجعت وأصبحت واحدة من أكثر الدول انتهاكاً لحرية التعبير للصحف والمطبوعات وعلى الإنترنت خصوصا، وتحولت إلى الدول الأكثر ملاحقة لمغردي تويتر تحديدا. إحصائيات 2105 تذكر أنه يوجد حوالي157 مليون مستخدم للإنترنت في العالم العربي، بينهم 360 سجين رأي. 7 من أصل 10 “سجناء الرأي” تم اعتقالهم بسبب كتابات على الإنترنت والشبكات الاجتماعية، سواء تغريدة على تويتر، أو إنشاء غروب أو نشر خبر على فيسبوك، مقطع فيديو على يوتيوب!الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان مع مؤسسات أخرى، أطلقت بمناسبة “اليوم العالمي لحرية الصحافة حملة للدفاع عن سجناء الرأي في العالم العربي. وهي تهدف لتسليط الضوء على واقع حرية الإنترنت وسجناء الرأي والضمير في العالم العربي، والتضحيات التي يقدمونها من أجل حرية بلدانهم. الحملة خصص لها هاشتاغ على تويتر، لإطلاع الرأي العام على كل من غُيّب خلف الأسوار بسبب تعبيره عن رأيه بشكل سلمي، سواء على خلفية كتابة صحفية أو تعليق في فيسبوك أو تظاهرة سلمية حمل خلالها لافتة، أو بسبب تغريدة في تويتر، أو عمل فني شارك فيه أو ندوة تحدث فيها. كما تسلّط الضوء، كل شهر، على سجين رأي عربي، من أجل دعم حقه في الحرية باعتبارها مطلبا أساسيا لكل سجناء الرأي، فضلا عن المطالبة بحماية سجين الرأي من التعذيب ودعم حقه في المحاكمة العادلة وتحسين ظروف سجنه وحمايته من التعسف، وتوفير العلاج له. لا توجد هناك أمنيات خاصة نتمناها بحرية الصحافة والتعبير 2015، غير أن تحقق هذه الحملة وغيرها الغرض من وجودها ولا تذهب هي الأخرى مع الريح وتصبح سجينة مع سجناء الرأي في العالم العربي.