17 سبتمبر 2025
تسجيلحملَ إلينا حفلُ ختامِ الـموسمِ الكرويِّ بُشرى بمرحلةٍ جديدةٍ يبرزُ فيها لاعبونا الوطنيُّون كمحترفينَ يفوقون نُظراءَهم الأجانب، في أنديتِنا الرياضيةِ، كفاءة ومهارة وقدرات بدنية ونفسية، فكان حصول لاعبِـنا الـمُمَـيَّـز، أداءً وأخلاقاً رياضية، حسن الهيدوس على لَقَبِ أفضلِ لاعبٍ في الـموسمِ، تكريماً لـمسيرةٍ كرويةٍ طويلةٍ في بلادِنا، وتتويجاً لجهودٍ عظيمةٍ تُبْـذَلُ للنهوضِ باللعبةِ استناداً على اللاعبِ الوطنيِّ.ولأنَّ التخطيطَ هو الركنُ الرئيسي الضامنُ أسباب النجاحِ لأي مشاريع مُستقبلية، فإننا نتمنى من اتحادِ القدمِ أموراً نراها في صالحِ كرتِـنا القطريةِ، نُورِدُها في نقاطٍ، كالتالي:(1) نتمنى إعداد دراسات تَهْـدفُ إلى رَبْطِ الدَّعْـمِ للأنديةِ الرياضية في مجالِ اللعبةِ بالتقدُّمِ الذي تُحقِّـقُـهُ. ولا نقصدُ بذلك أنْ تُحْـرِزَ الأنديةُ كُلها بطولات، فنحنُ نعلمُ بوجوبِ وجودِ فائزينَ وخاسرينَ في الـمنافساتِ، ولكننا نقصدُ نجاحَها في إعدادِ قواعد من اللاعبين في جميعِ الفئاتِ السـنِية، والـمرتكزة على اللاعبِ الـمواطنِ بصورةٍ رئيسيةٍ، بحيثُ يمكنُ الحديثُ عن خططٍ مرحليةٍ تُخْـرِجُ الأنديةَ من الحالةِ الاحتفاليةِ عندَ حديثِ إداراتها في هذا الشأن. ولا نطالبُ بأن يكون إعداد هذه القواعد بعُجالة وإنما من خلالِ مخططات تتمُّ متابعتُها منْ قِـبَلِ اتحاد القدمِ. (2) يقودُنا ما سبقَ إلى وجوبِ مراجعةِ مفهومِ الاحترافِ وأُسُسِـهِ وأهدافِـهِ القريبةِ والبعيدةِ، لأنَّنا نرى أنَّه لم يُحَـقِّق إلا تَكَدُّس الـمحترفينَ في أنديةٍ، ومعاناة أخرى من افتقارِها إليهم. فلابدَّ منْ ضوابط تجعلُـهُ يتماشى مع الجزئيةِ الكرويةِ في رؤيتِنا الوطنيةِ تبتعدُ به عن الاستئثارِ باللاعبينَ وتَضييع جهودِ بعضِ الأنديةِ في إعدادِهم طوال سنواتٍ في فِـرَقِ الفئاتِ السُّنِّيَّـةِ، حين تقومُ أندية أخرى باجتذابِهِم إليها مُشَكِّـلَةً ضغوطاً كبيرةً على موازناتِ أنديتِهِـم التي تكافحُ لاستبقائهم فيها. (3) نتمنى تشكيل هيئةٍ تابعةٍ لاتحادِ القدمِ، من قانونيين وإداريين ذوي باعٍ طويلٍ في القضايا الـمُتَّصِـلةِ باللعبةِ، تكون أُوْلى مَهامِها الفَصْل في الخلافاتِ بين اللاعبينَ والأنديةِ، وبين الأنديةِ والأنديةِ. وحَـبَّذا لو تمَّ التنسيقُ مع وزارةِ العدلِ بشأنِ القوانين التي ستُتَّبَع، وإكساب الهيئة صفة رسمية تجعلُ قراراتـها أحكاماً لازمة التنفيذ، مع تحديدِ الآلياتِ للاعتراضِ على الأحكامِ واستئنافِها. وهذا بالطبعِ أمرٌ يجعلُ من القانون الواضح، الواجب الاتِّباع، فيصلا في البَتِّ في الخلافاتِ التي صارَ بعضُها مهرجانات إعلامية لا تخدم الأنديةَ ولا اللاعبين ولا كُرتَنا القطريةَ. كلمة أخيرة:مسيرةُ الكرةِ القطريةِ تُعاني من عَثَرات صغيرة هنا وهناك، ولنا ثقة عظيمة في اتحاد القدمِ لاتِّخاذِ قرارات بشأنِها تجعلُها تتلاشى، رويداً رويداً، فيكون الـمسار سليماً، والأمل في تحقيقِ الأهدافِ أعظم.