12 سبتمبر 2025

تسجيل

الخروج من ذاك الحيز

27 مايو 2014

أن يحظى كل واحد منا بحلمه الخاص الذي يعيش من أجله لهو الحق الذي يحق له التمتع به، ولا عيب فيه أبداً، وإن كان للعيب حق الظهور فهو إن ظل ذاك الحلم ضمن حيز الحلم دون أن يتجرأ ويتجاوز صاحبه ذاك الحيز بخوض غمار تحقيق ما يريده من خلال وضع خطة مناسبة تساعده على الانطلاق نحو المراد، فهو ما سيميزه إن أقدم عليه، وسيخرج به إلى حيز جديد سيقربه من كل ما كان يحلم به من قبل؛ ليدخل بذلك إلى حيز أكثر جدية يمكن بأن يكشف فيه عن طاقاته وقدراته وما يتمتع به من إمكانيات سيكتشفها وستبهره بقدر ما ستفعل بالآخرين، وستجعله يدفع نفسه وبقوة أكبر لربما لم يدركها فيه من قبل ولكنه سيفعل الآن؛ لأنها (أي تلك القوة) قد كانت كامنة وكل ما كانت تحتاج إليه هو تحفيزها وتحميلها على الخروج، وهو ما سيتحقق مع حاجته للكشف عن ذاته، التي ستستحضر تلك القوة المكتوبة لها تلك الذات ولكل واحد منا على وجه هذه البسيطة، ولكنها لا تظهر بسهولة، إذ يجدر بنا البحث عنها جيداً؛ لإدراكها وإدراك كيفية تحفيزها (تلك القوة)؛ كي نستخرجها ونستخدمها في حياتنا بحسب ما تتطلب الظروف والمواقف، وهو الأمر الذي يعني حدوثه أن عجلة الإنتاج ستدور وبسرعة فائقة ستحقق الكثير من المكاسب والأرباح على المستوى العام والخاص، والحق أن ذاك الحلم العظيم سيتحقق؛ ليعود بخيره الكبير على الجماعة إن تمكن الفرد من التركيز على ما يريد وخرج من حيز حلمه وكما ذكرت سلفاً إلى حيز التنفيذ الأكثر جدية، فهل وبعد هذا كله ستتمسك بحلمك؛ لتظل معه ضمن حيز الحلم فقط؟ لاشك أن أحلامنا مختلفة فالطبيعي أن تغير الأهواء، وتباين الميول يفرض هذا النوع من الاختلاف الذي سيمد طاولة العطاء بأصناف مختلفة من الإبداعات التي سبق لها وأن كانت مجرد أحلام في رؤوس أصحابها، ولكن وبفضل حرصهم على تقديم أفضل ما لديهم فلقد خرجت؛ لتتقدم بنفسها وتقدم نفسها على أنها الأفضل، والحق أن كل ما يُصنع من جدية تامة ممزوجة بكثير من العزم يستحق التقدير والتعريف على أنه الأفضل؛ لذا وجب على كل من يملك حلماً خاصاً به أن يسعى إلى تحقيقه دون أن يُنصت لمخاوفه أو أن يسمح لها بأن تتغلب عليه وتتحكم فيه؛ لأنه وإن فعل فسيظل حيث هو ودون أن يتقدم بخطوة واحدة خارج حيز (الحلم)، الذي ذكرته في غرة هذا المقال وقلت (أن يحظى كل واحد منا بحلمه الخاص الذي يعيش من أجله لهو الحق الذي يحق له التمتع به، ولا عيب فيه أبداً، وإن كان للعيب حق الظهور فهو إن ظل ذاك الحلم ضمن حيز الحلم دون أن يتجرأ ويتجاوز صاحبه ذاك الحيز بخوض غمار تحقيق ما يريده من خلال وضع خطة مناسبة تساعده على الانطلاق نحو المراد، فهو ما سيميزه إن أقدم عليه)، والحق أنه ما سيمده بالخير الذي نبحث عنه لنا وللمجتمع الذي يحتوينا ويستحق منا الأفضل، ويبقى السؤال: هل يمكن بأن يكون لنا وله هذا الأفضل؟ كي نجد الإجابة المناسبة TO OR NOT TO BE كلمات شكسبيرية الهوى تتطلب منا وفي الكثير من المواقف اتخاذ اللازم كما يلزم ولكن وفق شروط نضعها نحن، مما يعني وبكلمات أخرى أن الظروف لا تحصل منا على ما تريده هي، ولكنها تأخذ ما نسمح لها به منا، وهو ما يعتمد على ما نقدمه وما يمكن أن نقدمه إن تصالحنا وما نملكه وندرك بأننا نفعل. وماذا بعد؟ تذكر بأن تفعل ما يحلو لك، وأن تعيش كما تريد، وأن تقدم ما يعجبك ولكن ضمن إطار المشروع ففي النهاية ما سيكون منك هو ما أنت عليه، وما أنت عليه سَتُعرَف به، وما سَتُعرَف به هو ما سيميزك؛ لذا فلتكن مميزاً ومتميزاً بما يستحق فعلاً بأن تتميز به، وأخيراً فليوفق الله الجميع، وليرحمك الله يا أبي.