11 سبتمبر 2025
تسجيلمنذ أن أخذت القيادة القطرية على عاتقها مسؤولية انتشال اقليم دارفور من حالة الفوضى والاضطراب التى كان يسبح فيها ؛ لم تدخر الدوحة طوال العامين الماضيين جهدا لانجاز ذلك الهدف القومى الانسانى، وراحت تكثف تحركاتها الدبلوماسية؛ معتمدة على ما تتمتع به السياسة القطرية داخل الاسرة الدولية بدور الوسيط النزيه المؤثر، وهكذا نجحت القيادة القطرية الحكيمة بجلد وحنكة فى جمع فرقاء السودان؛ وبعد مشاورات شاقة ومضنية تم التوصل الى اتفاق الدوحة لاشاعة السلام فى الاقليم وعودة الاستقرار اليه تمهيدا لاطلاق حملة التنمية فى الاقليم. انطلاقا من ايمان وقناعات حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى بان الامن والاستقرار الركيزتان الاساسيتان لاى تحرك نحو التنمية. واستكمالا لهذا الدورالقطرى النبيل والذى يحظى بتقدير المجتمع الدولى ؛ وتتويجا لاتفاق الدوحة التاريخى جاء بالامس لقاء سعادة السيد أحمد بن عبد الله آل محمود نائب رئيس مجلس الوزراء ووزيرالدولة لشؤون مجلس الوزراء بالجهات المعنية المختصة في الدولة لمناقشة المسائل المتعلقة بوضع مقررات المؤتمرالدولي للمانحين لإعادة الإعمار والتنمية بدارفور ؛ الذي استضافته الدوحة في أبريل الماضى موضع التنفيذ؛ حيث أوضح سعادته أن المنح والمساهمات التي أعلنت عنها قطر بتوجيهات سمو الأمير — حفظه الله — تم اعتمادها؛ مما يُمكّن من البدء فوراً في تنفيذ مشاريع إعادة الإعمار والتنمية قصيرة الأجل والاستمرار في الإعداد للمشاريع الأخرى طويلة الأجل. كما أمّن الاجتماع على ضرورة الإسراع في تشكيل آلية المتابعة التي أقرها المؤتمر برئاسة قطر وعضوية حكومة السودان، والسلطة الاقليمية لدارفور، والأمم المتحدة، وشركاء التنمية الآخرين، لوضع الخطط اللازمة لإدارة تنفيذ المشاريع التنموية، وتفعيل التنفيذ السريع لاستراتيجية التنمية في الاقليم ؛ الذى شهد بفضل الجهود القطرية تحسنا ملحوظا فى أوضاعه عما كانت عليه قبل سنوات. لا شك اننا امام واحدة من اهم واغلى ثمار اتفاق الدوحة التى تؤكد من جديد صدق توجهات القيادة القطرية عندما تاخذ على عاتقها قضية ما؛ ويبرهن ايضا على ان الدوحة عندما تعد يكون الوفاء سبيلها مهما كان الثمن؛ وتلك قيمة أخلاقية رفيعة ونادرة طالما تحلت بها السياسة القطرية فى أكثر من ملف، سواء داخل الاسرة العربية أو على المستوى الاقليمى والدولى، مما اكسبها احترام وثقة العالم.