14 سبتمبر 2025
تسجيلفي وطنِنا الغالي، كثيرةٌ هي الأمور التي تبعثُ السعادةَ والرضا في قلوبِ أبنائِـهِ وأشقائِـهِم العربِ ومُحِـبِّـيه من أخوتِنا في الإنسانيةِ. لكنني لم أفرحْ وطنيًا كفرحي خلالِ الاجتماعِ التاسعِ والسبعينَ لكونجرس الاتحادِ الدَّوليِّ للصحافةِ الرياضيةِ في بلادنا من 6 - 11 فبراير الـماضي، حينَ قال لي صحفيٌّ بريطانيٌّ إنَّ بلادَنا ستنجحُ نجاحًا عظيمًا في تنظيمِ مونديالِ 2022م، لأننا شعبٌ يحترمُ الآخرَ وينفتحُ عليه دونَ شروطٍ مسبقةٍ. منَ الـمُهمِّ جدًا أنْ نُرَكِّـزَ إعلاميًا على فضائلِـنا ذاتِ الأبعادِ الإنسانيةِ، وهي فضائلُ تدعمُها سياساتُ سموِّ الأميرِ الـمُفدى، داخليًا ودَوليًا. وأُولى هذه الفضائلِ، وأسماها، هو الانفتاحُ الحضاريُّ على الآخرينَ القادمينَ من حضاراتٍ تختلفُ في قِـيَمِها وتكوينِها الفِـكْريِّ والثقافيِّ عن حضارتِـنا الإسلاميةِ العربيةِ. فلا نجدُ العنصريةَ أو التَّـشَـدُّدَ في أبناءِ شعبِنا، فالأغلبيةُ العُظمى منهم مُتسامِحَةٌ، مُثقفةٌ، واعيةٌ وطنيًا، ملتزمةٌ إنسانيًا وأخلاقيًا، ما يجعلُ من الركيزةِ البشريةِ الصالحةِ لاحتضانِ الـمونديالِ قويةً وصلبةً جدًا. الفنونُ، مسرحًا ودراما تلفزيونيةً وغناءً ورسمًا تشكيليًا، تلعبُ الدورَ الرئيسَ في التأثيرِ الإيجابيِّ الخَـلَّاقِ مع الشعوبِ، ونخبتنا الـمُثقفةِ، ومنظماتِها الـمدنيةِ، وأحزابِها السياسيةِ الكبيرةِ، لأنَّها تُشَكِّلُ عنصرَ التفاعلِ الـمباشرِ الـمَـرئيِّ والـمسموعِ، فتنقلُ الأفكارَ مباشرةً إلى وجدانِ وعقلِ الشعوبِ. وهذا الأمر يدفعُنا للتمني على اللجنةِ العليا للمشاريعِ والإرثِ، ووزارةِ الثقافةِ والرياضةِ، والهيئةِ العامةِ للإذاعةِ والتلفزيون، أنْ تضعَ خططًا لتمويلِ الأعمالِ الفنيةِ في كلِّ مجالاتِها، وأنْ تدعمَ النِّتاجَ الإبداعيَّ الأدبيَّ، الروائيَّ والقصصيَّ والشِّعريَّ، لـمُبدعينا من الجنسينِ بحيثُ يتمُّ تحويلُها إلى مسلسلاتٍ وتمثيلياتٍ وأغانٍ تنقلُ النَّبضَ الحضاريَّ الإنسانيَّ الرفيعَ إلى الآخرينَ. وأنْ تكونَ تلك الخططُ إحدى ركائزِ الإعدادِ لاحتضانِ مونديالِ 2022م، وإحدى الأدواتِ الحضاريةِ لتحقيقِ رؤيتِـنا الوطنيةِ لسنةِ 2030م. وبالطبعِ، فإنَّ الحديثَ يقودُنا للمطالبةِ بتفعيلِ وتنشيطِ دورِ تلفزيونِ قطرَ ليكونَ قناةً فضائيةً جاذبةً للآخرينَ ببرامجِها، أفكارًا وطَـرْحًا وعناصرَ إبهارٍ بصريٍّ وسَمْعيِّ. ولتصبحَ الـمنبرَ الذي نخاطبُهم منه ناقلينَ إليهم حَداثَتَنا ومَـدَنيَّـتَنا وتَحَضُّرَنا. كلمةٌ أخيرةٌ: ما أروعَ الوطنَ عندما ينبضُ في صدورِنا حبًا واعتزازًا وفخرًا وأمنًا وأمانًا وأملًا في غدٍ رائعٍ في حضارتِـهِ وتأثيرِهِ.